قتل أربعة جنود أميركيين تابعين ل «حلف شمال الأطلسي» في أفغانستان، في إطلاق نار تعرضت له مروحية أقلتهم لدى تحليقها في مديرية سانغين بولاية هلمند (جنوب) ما أدى الى تحطمها أمس، في وقت أحرق متشددو «طالبان باكستان» 73 شاحنة إمدادات لقوات «الأطلسي» عند مداخل العاصمة إسلام آباد. وأكد الحلف سقوط المروحية لدى تحليقها على علو منخفض من أجل تأمين دعم جوي لقوات برية. وتبنت «طالبان» العملية، معلنة مقتل 17 جندياً من «الأطلسي»، ما يؤكد تكثيف الحركة هجماتها بعد رفضها مبادرة المجلس القبلي (جيركا) الأسبوع الماضي، لإجراء محادثات مع قادتها. وشهدت الولاية ذاتها، سقوط جندي بريطاني بانفجار عبوة مصنّعة يدوياً، ما رفع الى 294 عدد الجنود البريطانيين الذين قتلوا في أفغانستان منذ إطاحة نظام «طالبان» نهاية 2001، في حين قتل 22 أجنبياً في أفغانستان هذا الأسبوع. تزامن ذلك مع معارضة برلمانيين من تحالف الشمال المناهض للرئيس حميد كارزاي، استقالة وزير الداخلية حنيف أتمار ومدير الاستخبارات عمر الله صالح، معتبرين أنها نتجت من ضغوط مارستها دول مجاورة، في إشارة إلى باكستان وإيران اللتين اتهمهما المسؤولان بتدريب مقاتلي «طالبان» وتسليحهم. من جهة أخرى، قال مسؤولون أميركيون وأفغان وعسكريون ومدنيون في الحلف الأطلسي أن خطة تنفيذ عملية عسكرية واسعة وقاسية في ولاية قندهار الأفغانية، استعيض عنها باستراتيجية تضع جهود إعادة الإعمار المدنية أولاً، والتحرك العسكري في موقع ثانوي. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أن الاستراتيجية اعتمدت بسبب اعتراض السكان في قندهار والمسؤولين في كابول على العملية العسكرية. وأوضح هؤلاء المسؤولون أن هناك قلقاً أيضاً على حظوظ نجاح العملية في قندهار، لأن التحرك العسكري في مرجة في ولاية هلمند المجاورة، لم ينجح كما كان مخططاً له. في إسلام آباد، أحرق حوالى 20 مسلحاً من «طالبان باكستان» قافلة إمدادات مرسلة الى الحلف الأطلسي في أفغانستان، ضمت 73 شاحنة محملة آليات عسكرية وأغذية وذخيرة وصهاريج وقود. وكشف مصدر أمني أن الشركة الناقلة المسجلة في كراتشي وقيادة «الأطلسي» لم تبلغا السلطات بمهمة القافلة التي توقفت أمام مدخل العاصمة على الطريق المؤدية الى بيشاور. وأبلغ فريد الدين مصطفى نائب محافظ إسلام آباد «الحياة» أن المهاجمين جاؤوا على متن سيارات ودراجات نارية، وأمروا جميع السائقين بالنزول من الشاحنات، وأطلقوا النار على من رفض تطبيق أوامرهم أو حاول الهرب، ما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص على الأقل وجرح 24 آخرين.