استضافت مدينة سرت الليبية بعد ظهر أمس اجتماعاً دولياً ناقش الأوضاع في إقليم دارفور وجهود حل الأزمة المستمرة فيه منذ 2003. ويشارك في الاجتماع وزراء خارجية كل من تشاد أحمد علامي والسودان لام أكول واريتريا علي سيد عبدالله ومصر أحمد أبو الغيط، إضافة إلى ليبيا الدولة المضيفة عبدالرحمن شلقم، وبحضور ممثلين عن الحكومة الأميركية المبعوث الرئاسي المكلف ملف دارفور أندرو ناتسيوس والحكومة البريطانية السفير المتجوّل المكلف ملف السودان كريستوفر برينتيس وممثل عن الحكومة الفرنسية هنري دو كونياك وممثل عن الأممالمتحدة يان إلياسون وآخر عن الاتحاد الأفريقي سالم أحمد سالم. وقالت مصادر مطلعة في طرابلس إن اللقاء"سيبحث في إمكان انضمام الفصائل الرافضة لاتفاق أبوجا للسلام في دارفور إلى هذا الاتفاق لتعزيز آفاق تحقيق السلام في الإقليم والقضاء على كل ما من شأنه زعزعة الاستقرار والأمن على الحدود السودانية - التشادية". وكانت قمة رباعية جمعت الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي والرؤساء السوداني عمر حسن البشير والتشادي إدريس ديبي والاريتري أساياس أفورقي في طرابلس في 22 شباط فبراير الماضي توصلت إلى اتفاق على وضع آلية لتنفيذ اتفاق سابق بين السودان واريتريا لتحقيق السلام والأمن على حدودهما المشتركة. وعشية اجتماع طرابلس، دعا وزير الخارجية المصري أبو الغيط الأطراف كافة في دارفور إلى عدم استخدام لغة التصعيد والمواجهة. وقال في تصريح لدى مغادرته القاهرة إلى ليبيا للمشاركة في الاجتماع الوزاري حول دارفور:"يجب مواصلة الحوار بين الأممالمتحدة والحكومة السودانية لتعزيز جهود حفظ السلام في دارفور". وحض على"العمل على مد جسور الثقة لضمان تحقيق الهدف المنشود وهو السلام والاستقرار وتوفير الحماية للمدنيين من أبناء الشعب السوداني في دارفور". وأشاد أبو الغيط بالجهود التي تبذلها أطراف عديدة على المستويين الاقليمي والدولي للتوصل إلى حل سريع لأزمة دارفور، مؤكداً أهمية التركيز على"التسوية السياسية وضم الأطراف غير الموقعة على اتفاق أبوجا إلى السلام والبدء في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في ما يتعلق بحزمة الدعم الثقيلة المقدمة من الأممالمتحدة لبعثة الاتحاد الافريقي في دارفور مع توفير الدعم المالي اللازم لذلك من ميزانية عملية حفظ السلام في الاممالمتحدة". وكان تطور مهم برز أول من أمس في الموقف المصري من أزمة دارفور، إذ عرضت مصر"المشاركة في المكون العسكري لحزمة الدعم الثقيلة المقدمة من الأممالمتحدة لبعثة حفظ السلام الافريقية في دارفور"بنحو 1000 عسكري ما بين جندي وضابط. وأعربت عن استعدادها"للنظر في ايفاد المزيد من القوات في هذا الشأن".