شهدت العاصمة الليبية أمس قمة جمعت الرؤساء السوداني عمر البشير والليبي معمر القذافي والاريتري أساياس أفورقي والتشادي إدريس ديبي كرست لرسم"خريطة طريق"تحقق تسوية سريعة لأزمة دارفور، وضم المتمردين في الإقليم إلى عملية السلام عبر"مقايضة"بين الخرطوم ونجامينا. وعلمت"الحياة"أن البشير حمل في طائرته إلى طرابلس قادة المعارضة التشادية من أبرزهم زعيم"التحالف من أجل الديموقراطية"محمد نوري، كما اصطحب ديبي في طائرته الى ليبيا قادة متمردي"جبهة الخلاص الوطني"في دارفور وهم رئيس"حركة العدل والمساواة"الدكتور خليل إبراهيم ورئيس التحالف الفيديرالي الدكتور أحمد إبراهيم دريج ومساعده الدكتور شريف حرير، واحمد عبد الشافع وخميس أبكر والقائد الميداني في الجبهة آدم بخيت. وقالت مصادر مطلعة في طرابلس ل"الحياة"هاتفياً ليل أمس إن البشير يسعى الى مقايضة - مصالحة مع ديبي الذي يحتضن ويدعم متمردي"جبهة الخلاص الوطني"في دارفور، عبر تسوية متبادلة تحقق الاستقرار في غرب السودان وشرق تشاد، الذي ينشط فيه معارضو النظام الحاكم بدعم من الخرطوم. وأضافت ان قمة طرابلس ستكون دفعاً قوياً للمحادثات بين الحكومة السودانية ومتمردي دارفور لمناقشة اقتسام السلطة والثروة، بعدما انتهى النزاع بين ليبيا واريتريا على ملف الاقليم، خصوصاً أن واشنطن تعارض أي دور منفرد لأسمرا في تسوية أزمة دارفور. وقللت المصادر من غياب مبعوثي الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي إلى دارفور يان الياسون وسالم أحمد سالم عن لقاء طرابلس، موضحة انهما سينضمان الى المحادثات لاحقاً. الى ذلك، أصدر البشير أمس مرسوماً بتعيين رئيس"حركة تحرير السودان - الأم"أبو القاسم إمام الحاج آدم الذي وقع اتفاق سلام مع الخرطوم في طرابلس أخيراً، حاكماً على ولاية غرب دارفور المتاخمة لتشاد خلفاً لجعفر عبدالكريم اسحق الذي اعفي من منصبه. ويأتي التعيين تنفيذاً لاتفاق ابوجا الذي منح المتمردين منصب حاكم إحدى ولايات دارفور الثلاث، ونائبين لحاكمي ولايتي شمال دارفور وجنوبها اللتين احتفظ بهما حزب المؤتمر الوطني الحاكم. وعلم ان والي شمال دارفور عثمان يوسف كبر سيظل في موقعه، بينما سيستبدل حاكم جنوب دارفور الحاج عطا المنان بعد ستة اشهر.