تمكنت قوات الأمن السعودية من تحقيق نجاح كبير، يضاف إلى انجازاتها في الحرب على الإرهاب. فقد أعلن بيان أصدرته وزارة الداخلية السعودية أمس الجمعة أن رصد ومتابعة قوات الأمن للتحركات المشبوهة للمتأثرين بالفكر الضال أسفرا عن تنفيذ عمليات استباقية، أدت إلى القبض على 172 شخصاً، كانوا ينوون القيام بعمليات انتحارية وإرهابية ضد شخصيات عامة ومنشآت نفطية وقواعد عسكرية لبث الرعب وتأجيج الصراعات، ونشر مخططات إجرامية، والتخطيط لعمليات إرهابية في بلدان أخرى، ونشر الفوضى في بلد مجاور، ونشر الفكر الضال، واقتحام السجون لإخراج موقوفين من الفئة الضالة. وفي ما يأتي نص بيان وزارة الداخلية: "صرح مصدر مسؤول في وزارة الداخلية بأن قوات الأمن وبتوفيق من الله تمكنت من رصد ومتابعة العديد من التحركات المشبوهة للمتأثرين بالفكر الضال، الذين جعلوا من أنفسهم أدوات في أيدي الغير، للإساءة إلى دينهم ومجتمعهم ووطنهم، واتخذوا من تكفير المسلمين وسيلة لاستباحة الدماء والأموال، وعملوا على تأجيج الفتنة والتغرير بحديثي السن، وتجنيدهم للخروج للمناطق المضطربة، إضافة إلى التستر على المطلوبين وتمويل عملياتهم التي تستهدف الوطن في أمنه ومقدراته وقوت أبنائه. ومن خلال المتابعة الأمنية التي استهدفت هذه التحركات، تم رصد عدد من خلايا الفئة الضالة ارتبط البعض منها بعناصر خارجية، عملت على إقامة المعسكرات في الخارج لتدريب الملتحقين بها على الأعمال التخريبية واستخدام الأسلحة والمتفجرات وإعادتهم بعد ذلك لتنفيذ أعمال إرهابية داخل المملكة، حيث قامت قوات الأمن بتنفيذ العمليات الآتية: أولاً: بتوفيق من الله ومن خلال عمليات استباقية نفذت بشكل متزامن، تم القبض على خلايا متفرقة كانت على وشك الانطلاق، يبلغ تعداد عناصرها 61 معظمهم من السعوديين، حيث قام البعض منهم بمبايعة من يتزعمهم عند الكعبة المشرفة على السمع والطاعة وتنفيذ جميع أوامره، وشرع في تدريبهم وتجهيزهم، وذلك من خلال رفع لياقتهم البدنية، والتدريب على استعمال السلاح، وإرسال البعض منهم إلى بلدان أخرى لدراسة الطيران، تمهيداًً لاستخدامهم في تنفيذ عمليات إرهابية داخل المملكة، كما أنه - وفي سبيل توفير الدعم المالي لمجموعته وللتنظيم بشكل عام - عمل على جمع مبالغ مالية طائلة من عدد كبير من الأشخاص الذين غرر بهم، بحجة استثمار هذه المبالغ في شركات وهمية، وتبين أن من أبرز أهدافهم القيام بهجمات انتحارية ضد شخصيات عامة، ومنشآت نفطية ومصاف بترولية، واستهداف قواعد عسكرية في الداخل والخارج. ثانياً: ضبط خلية تتكون من 59 عنصراً من السعوديين والمقيمين، تنتشر في مناطق عدة من المملكة، وترتبط بمعسكرات وتنظيمات فكرية خارجية، وينتهج أعضاؤها الفكر التكفيري تجاه الشعوب والحكومات والقيادات العربية والإسلامية، كما تقوم بإرسال من يتم التغرير بهم إلى معسكرات تدريب خارجية وتمويلها وذلك للمشاركة في الصراعات الإقليمية، ومن ثم تسهيل عودتهم إلى المملكة لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية. ثالثاً: القبض على 16 عنصراً، معظمهم من السعوديين، قاموا بتكوين خلية وهم خارج المملكة، ومن ثم التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية في المملكة، كما شرعوا في التخطيط لعمليات في بلدان أخرى. رابعاً: متابعة وضبط ما مجموعه 13 من السعوديين والمقيمين من جنسيات مختلفة، ممن ينتهجون الفكر التكفيري، ويعملون على تأسيس تنظيم يعمل على نشر الفوضى في بلد مجاور، ليكون بيئة مناسبة لأنشطتهم، ومن ثم الانطلاق بعدها لمهاجمة أهداف داخل المملكة وخارجها. خامساً: ضبط تسعة من السعوديين، يتخذون من إحدى محافظات المملكة مقراًً لممارسة أنشطتهم، ومنها نشر الفكر الضال، ودعم الأنشطة الإرهابية في الداخل والخارج، واستهداف المنشآت النفطية، والتهيئة لذلك عن طريق تخزين الأسلحة ودفنها في منطقة برية قريبة من مواقع تلك الأهداف. سادساًً: ضبط تسعة من المقيمين شكلوا خلية هدفها اقتحام أحد السجون في المملكة لإخراج الموقوفين من الفئة الضالة. سابعاً: القبض على خمسة أشخاص ممن تورطوا في الاعتداء على معامل بقيق الصناعية بتاريخ 25-1-1427ه، إذ قام أحدهم بتصوير العملية والمشاركة في إطلاق النار في الموقع، أما البقية فقد تنوعت أدوارهم بين الاستطلاع والتجهيز والتستر على مرتكبي ذلك الاعتداء الآثم. ومن خلال كشف هذه الخلايا والقبض على عناصرها، تم ضبط أسلحة متنوعة ومتعددة وأموال بلغت أكثر من 20 مليون ريال، ووثائق ووسائل اتصال وأجهزة حواسيب ووسائط إلكترونية، تفصح عن الفكر الذي يحمله هؤلاء، وتكشف عن أهدافهم الإجرامية، ولا تزال الإجراءات قائمة في متابعة كل من له علاقة بهذه الخلايا.