قبل ثلاثة أيام مرَّ زياد قبلان 25 عاماً ببيت زياد الغندور 12 عاماً عارضاً عليه مرافقته إلى منطقة الضبيه لتوصيل "طلبية". قبلان يعمل في شركة "بايز" للمشروبات ويملك سيارة يوصل بها طلبات الزبائن إلى المناطق. تأخر الشاب والفتى بالعودة، فاتصلت والدة الأخير بهما عند الرابعة والنصف عصراً، فوافاها صوت قبلان بالقول:"بعد ساعة بالكثير نكون في بيروت". عاودت الأم الاتصال عند السادسة، فدق الهاتف مرة واحدة، ثم انقطع الاتصال. لا تخرج رواية ما قبل حادثة اختطاف الشابين بسهولة من فم والدة الغندور. هي خرجت للتو من انهيار عصبي رافقها منذ سماعها خبر الاختطاف. وزاد من وطأته الإشاعات المتكررة عن العثور على الشابين مقتولين. ترفع الوالدة يدها بثقل في وجه محدثيها رافضة الكلام، ثم تعدل عن رأيها. وتقول:"لم يخلع عنه ثياب المدرسة. رفاقه في الصف وأساتذته سألوا عنه. لم يقصد مدرسته منذ يومين". ويكاد صوتها يختنق بينما تطلق صيحات الرجاء للخاطفين بأن"حرام، هيدا طفل. شو ذنبه. حرام عليهم يعذّبوا قلب الأهل. يشوفوا حالتي. حرام". عم الغندور كان أكثر قدرة على الكلام. يقول:"نحن مع القانون ضد أي فتنة طائفية". ويضيف:"عدنان شمص راح الله يرحمه. ونحن تأثرنا مثلما يتأثر أي إنسان على سقوطه ضحية للفتنة". ويطلب من الخاطفين أن"يكون عندهم رحمة وشفقة وعاطفة. حرام هذا طفل"، ومن قادة الأجهزة الأمنية أن"نعرف مصير ابننا". لا يبعد منزل زياد قبلان في منطقة وطى المصيطبة كثيراً عن منزل آل الغندور. العائلتان كما كثرة من سكان المنطقة، من أنصار الحزب التقدمي الاشتراكي، وهما أصلاً من إقليم الخروب. يصل صف من العسكريين المنتشرين في وطى المصيطبة بين المنزلين. وتنتشر كاميرات المصورين الصحافيين على المفارق. حسين والد زياد قبلان تمنى على الخاطفين أن"يروا وضعي ووضع أمه"، وأن"يطلقوا سراحه، فالصبي مظلوم".