أعلن وزير الخارجية التركي عبدالله غل انه سيكون حريصاً على مبادئ العلمانية وذلك خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر البرلمان امس، بعدما سماه رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم للانتخابات الرئاسية التركية. وطالب غل في الوقت ذاته باحترام قرار زوجته بارتداء الحجاب. وقال غل ان"رئيس الجمهورية ملزم بموجب الدستور، بالتمسك بقيم الجمهورية الديموقراطية العلمانية. وفي حال انتخبت في هذا المنصب سأحرص من دون شك على ان تحترم هذه المبادئ". كما وعد باحترام"التباينات"في المجتمع التركي والعمل على تحقيق وحدة الأمة. ورداً على سؤال عن ارتداء زوجته خير النساء غل الحجاب، طالب غل ب"احترام"قرارها. وأضاف:"انه قرار شخصي وحق فردي وعلى الجميع احترامه". ويدور جدل في تركيا حول مسألة ارتداء الحجاب بين السلطات التركية العلمانية وحزب العدالة والتنمية الاسلامي الجذور منذ فوزه في الانتخابات الاشتراعية عام 2002. يذكر ان معظم زوجات الوزراء الذين ينتمون الى حزب العدالة والتنمية الحاكم محجبات، بما في ذلك زوجتا رئيس الوزراء ورئيس البرلمان بولند ارينج، وهي سابقة منذ قيام الجمهورية التركية في 1923. وترتدي زوجة غل ايضاً الحجاب وكانت قدمت شكوى في 2004 ضد بلادها في هذا الخصوص أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قبل ان تسحب الشكوى. إعلان أردوغان وسبق تصريحات غل اعلان رئيس الوزراء ان وزير الخارجية سيكون مرشح حزب العدالة والتنمية للانتخابات الرئاسية، ما وضع حداً لتكهنات استمرت أسابيع حول طموحات أردوغان الرئاسية. وقال أردوغان في خطاب أمام الكتلة البرلمانية لحزبه:"اخي غل الذي أسسنا معه هذه الحركة، اختير في اختتام مشاوراتنا مرشحاً عن حزبنا ليصبح الرئيس الحادي عشر للجمهورية التركية". وبإعلان هذا القرار المنتظر منذ اشهر، صفق البرلمانيون وقوفاً لغل 56 سنة وقام بعض النواب بتهنئته. وبذلك يكون أردوغان 53 سنة تخلى عن ترشيح نفسه بعد حال ترقب حول طموحاته الرئاسية في ظل معارضة شديدة لذلك في الأوساط العلمانية خشية ان يقوم بأسلمة البلاد في حال تسلمه الرئاسة. وتظاهر العلمانيون بكثافة في أنقرة في 14 الشهر الجاري، لثني أردوغان عن الترشح للرئاسة. ومن المؤكد ان يصل غل الى الرئاسة لان حزب العدالة والتنمية يملك منذ عام 2002 الغالبية المطلقة في البرلمان 353 مقعداً من اصل 550 الذي سينتخب الرئيس المقبل للدولة لولاية واحدة من سبع سنوات. ويعتبر منصب الرئيس التركي فخرياً الى حد كبير باستثناء المصادقة على القوانين والتعيينات في مناصب أساسية في الإدارة. وحددت الدورة الأولى للانتخابات الجمعة لكن يفترض الحصول على 367 صوتاً من اجل انتخاب الرئيس. وفي حال لم يصوت لمصلحته حزبان صغيران من اليمين -الوسط فان غل سينتخب بالتأكيد في الدورة الثالثة في 9 ايار مايو المقبل، حين تكون الغالبية المطلقة البسيطة 276 كافية لانتخابه. ورأى بعض اعضاء حزب العدالة والتنمية في قرار أردوغان عدم ترشيح نفسه"تضحية". وقال وزير الصحة رجب اكدغ:"ارى انها تضحية شخصية قام بها أردوغان". وبعدما قاطعه مرات عدة نواب وحاضرون مقربون من حزب العدالة والتنمية بالتصفيق مرددين:"نحن فخورون بك"، أكد أردوغان ان غل سيكون رئيساً"محايداً"يحترم مبادئ تركيا الحديثة التي أرساها مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك.