قال اعلاميون أكراد، بمناسبة الذكرى المئة والتاسعة لصدور اول مطبوعة كردية، ان وسائل الاعلام في اقليم كردستان العراق تواجه "صعوبات جمة"، وطالبوا البرلمان الكردي بسن "تشريعات جديدة". ويقول الامين العام لنقابة الصحافيين في الاقليم زيرك كمال ان "معوقات جمة تعترض طريق الاعلاميين الاكراد وخصوصاً عدم وجود قانون عصري وديموقراطي، كما انه لا يوجد قانون لحماية الحريات الصحافية". لكنه يؤكد ان"النقابة اعدت مسودة قانون بداية العام الماضي وقدمناه الى البرلمان الكردي، ونتمنى اقراره في اقرب فرصة ممكنة للتخلص من قوانين البعث والقيود وقمع الكلمة الحرة التي تحكم عمل الصحافيين الاكراد". ويحيي الصحافيون الاكراد مناسبة صدور اولى الصحف الكردية في القاهرة باسم"كردستان"في 22 نيسان ابريل عام 1898 كل سنة ويطلقون على الحدث تسمية"عيد الصحافة الكردية"وينظرون اليه كمحطة لانطلاقتهم في هذا المجال. من جهته، يقول آسوس هردي رئيس تحرير صحيفة"آوينة"المرآة المستقلة ان ثمة"معوقات كثيرة من اهمها قوانين النشر التي تعود الى زمن الديكتاتورية وما تزال سارية المفعول. كما ان استقلالية القضاء في تطبيق القوانين موضع تساؤلات". ويضيف هردي، الذي يعمل منذ ثماني سنوات في اقليم كردستان والسليمانية تحديداً، ان"العقلية السياسية السائدة التي تعتبر كل صوت مخالف عدواً، او على الاقل مشبوهاً، تشكل معوقاً آخر امام تطور عمل الصحافي". احتكار مصادر المعلومات وينتقد هردي، الذي نال حكمين قضائيين مع وقف التنفيذ اثر رفع دعاوى ضده من جانب المسؤولين الحزبيين والحكوميين في اقليم كردستان، الاحزاب الحاكمة ويتهمها ب"احتكار مصادر المعلومات حيث من الصعوبة بمكان الحصول عليها في ظل نظام ابعد ما يكون عن الشفافية وتداول المعلومات بسهولة". واعتقل مسلحون يرتدون ثياب اجهزة امنية كردية تابعة ل"الاتحاد الوطني الكردستاني"بزعامة الرئيس جلال طالباني في 17 نيسان بريل الحالي رئيس تحرير مجلة"لفين"الاعلامي احمد ميره بينما كان في منزله في السليمانية 330 كلم شمال بغداد. وقال ميره انه"امضى 13 ساعة في السجن الانفرادي في القسم السياسي التابع لمديرية امن السليمانية"موضحا ان"السبب هو نشر المجلة تقريرا عن مصير الاتحاد الوطني الكردستاني بعد رحيل امينه العام طالباني". وبدأت"لفين"، المجلة الشهرية التي تعنى بالأمور السياسية والثقافية، بالصدور في تشرين الثاني نوفمبر 2002، اما عددها الاخير فقد بيعت نسخه كلها بسبب نشر التقرير المثير للجدل. استشراء الفساد اما رئيس تحرير"كردستان نيوز"الالكترونية عمر سوران فيقول ان"الفساد المستشري في اقليم كردستان يهدد حرية الصحافة فضلا عن العراقيل والمتاعب وابرزها انعدام ثقافة منفتحة من قبل السلطات تجاه الصحافيين وغياب الشفافية في كشف المعلومات". وطالب البرلمان الكردي"الاسراع في بدء مناقشة واقرار قانون للصحافة"يمنح مزيدا من الحريات". وكان مسلحون خطفوا مطلع الشهر الحالي الصحافي والناقد الكردي نبز كوران في اربيل 350 كلم شمال بغداد وتعرض"للضرب والاهانة". وقال نبز"بعد اطلاق سراحي اتصلت فورا بمركز للشرطة وآخر للامن في اربيل وتقدمت بدعوى قضائية ضد الاشخاص الذين خطفوني وضربوني". ومنذ مطلع السنة الحالية، تعرضت مجموعة من الاعلاميين وغالبيتهم من صحف مستقلة الى"التهديد والاهانات والاستفزازات"وفقا للنقابة. وعلى رغم العقبات، اعلن وزير الثقافة في اقليم كردستان فلك الدين كاكه يي في مؤتمر حول الاعلام في كردستان عقد اخيراً في اربيل ان"عدد المطبوعات في الاقليم يبلغ 851 صحيفة ومجلة وغيرها"بالاضافة الى عشرات من الاذاعات ومحطات التلفزيون. كذلك وزعت النقابة الدفعة الاولى من رواتب الصحافيين المتقاعدين وعددهم ستة، اثنان منهم من المتوفين.