بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على تسمية زعيم"الاتحاد الوطني الكردستاني"جلال طالباني رئيساً للجمهورية، أعلن رئيس الاقليم زعيم"الحزب الديموقراطي الكردستاني"مسعود بارزاني انتهاء المحادثات في قضية التشكيلة الوزارية لحكومة اقليم كردستان"بتسمية الوزارات وتعيين الوزراء"، مضيفاً انهم الآن"في انتظار جلسة البرلمان الكردستاني للمصادقة عليهم"، ويتوقع أن تعقد قبل نهاية الأسبوع الجاري. مشاورات توحيد الإدارتين الكرديتين في أربيل والسليمانية كانت بدأت قبل منتصف العام الماضي، غير أن الاسراع في تفعيل خطوات القرار بدأ قبل شهرين، وكانت أبرز القضايا الشائكة التي أثيرت في هذا الصدد بين الإدارتين صعوبة توحيد الوزارات الأربع العدل والمالية والداخلية والبيشمركة. مشكلة الميليشيات وضرورة دمجها في القوات العراقية كانت بين الأولويات التي تحدث فيها خليفة إبراهيم الجعفري رئيس الحكومة المكلف جواد المالكي، وهي النقطة الأكثر حساسية لدى الأكراد، لكن طالباني أكد خلال مؤتمر صحافي قبل يومين أن"قوات البيشمركة ليست ميليشيا بل هي قوة نظامية مجاهدة ناضلت سنين من أجل تحرير العراق وكردستان"، مضيفاً ان"مشكلة بقاء البيشمركة محلولة وسنحاول تطبيق المادة المقررة حول الميليشيات في العراق، خصوصاً أن هناك اتفاقاً سابقاً حول الأمر"، وهي أزمة قد تواجهها الحكومة العراقية الدائمة، إذ أن موضوع"البيشمركة"لم يحل حتى الآن بين الحزبين الكرديين، ولم يتم دمجهما في وزارة واحدة، فلكل حزب ميليشياته الخاصة، وهناك تعقيدات تواجه توحيدها ك"قوة كردية واحدة"، وعليه تم تأجيل البحث في هذه القضية حتى نهاية العام الجاري. وما زال أمام قائمة التحالف مسألة اختيار نائب لرئيس الوزراء، وكان عضو قائمة التحالف محمود عثمان أوضح"أن مرشح التحالف لشغل المنصب لم يحسم حتى الآن، وأن الاتفاق عليه سيتم بين طالباني وبارزاني"، موضحاً أن المرشحين للمنصب هما الدكتور روز نوري شاويس من حزب بارزاني، وبرهم صالح من حزب طالباني، لافتاً الى ان الأكراد يسعون الى الحصول على مناصب نائب رئيس الوزراء ووزارات سيادية ليس بالضرورة أن تكون الخارجية احداها، بالإضافة الى وزارات أخرى. ولم يبد الشارع الكردي أي رد فعل، لا سلباً ولا إيجاباً، على تكليف المالكي لتشكيل الحكومة الجديدة، غير أن الأكراد يطالبونه بأن يراجع سياسات الجعفري. وبدت احتفالات الأكراد بترشيح طالباني لفترة رئاسة جديدة أكثر وضوحاً في السليمانية وكركوك، أما شوارع أربيل معقل حزب بارزاني، فلم تشهد احتفالات صاخبة كالتي حصلت عندما انتخب طالباني رئيساً أول مرة. وكان رئيس البرلمان الكردستاني عدنان المفتي بعث ببرقية باسم البرلمان يهنئ فيها طالباني ويصف توليه رئاسة العراق ب"النصر الكبير للشعبين العراقي والكردي"، وبأن"العراق هو عراق الجميع وسنسعى فيه للحفاظ على حقوق المرأة والانسان وتحقيق العدالة الاجتماعية والقانون وإرساء الديموقراطية"، مؤكداً في نهاية رسالته"ضرورة التعاون بين البرلمانين العراقي والكردستاني".