رفض الرئيس جورج بوش مساء الجمعة اتهام هاري ريد زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ بأن حرب العراق خاسرة واكد تحقيق تقدم على رغم بعض من اسوأ المذابح التي وقعت منذ ان امر بوش بارسال قوات الى المنطقة. وواجه ريد وابلاً من الانتقادات من البيت الابيض وحلفائه بعدما اعلن الخميس ان هذه الحرب خاسرة وان تعزيز القوات"لم ينجز اي شيء". وقال بوش، في كلمة امام منتدى للشؤون العالمية في ميشيغان، ان الحملة الامنية، التي بدأت قبل شهرين واضاف بموجبها 28 الف جندي اميركي آخرين الى العراق"تلبي التوقعات"وان اعمال العنف المستمرة تعكس رد فعل متوقعاً من جانب المسلحين. واضاف:"مازالت توجد هجمات مروعة في العراق مثل التفجيرات التي وقعت في بغداد الاربعاء". وادت هجمات المسلحين الى قتل حوالي 200 شخص في بغداد الاربعاء وهو اليوم الذي التقى فيه بوش مع ريد ونواب آخرين في البيت الابيض في صدام في شأن خطط الديموقراطيين لالحاق جداول زمنية لانسحاب القوات الاميركية بموازنة لتمويل الحرب. ولم يحقق الاجتماع انفراجاً لكن ريد قال للصحافيين انه شبه العراق بفيتنام ونصح بوش بعدم مواصلة القتال في حرب خاسرة. ومع استمرار توجيه الجمهوريين في الكونغرس انتقادات لريد ووصفه بأنه"انهزامي"القى ريد كلمة في مجلس الشيوخ للدفاع عن نفسه وقال ان"جهاز تلفيق المعلومات في البيت الابيض يعمل وقتاً اضافيا"للدفاع عن سياسات بوش الفاشلة وان بوش وحلفاءه يهاجمون هؤلاء الذين لديهم الشجاعة لتوجيه اسئلة صعبة وقول الحقيقة في شأن العراق وكلما واصلنا السير على طريق الرئيس كلما بعدنا عن انهاء هذا الحرب بشكل مسؤول". وقتل اكثر من 3300 جندي اميركي منذ الغزو الذي قادته امريكا للعراق العام 2003 واشارت استطلاعات للرأي الى تزايد التأييد بين الاميركيين لمحاولات الديموقراطيين تحديد جدول زمني لانسحاب القوات. وقال بوش انه ربما لن يكون ممكناً تقويم ما اذا كانت الخطة الامنية تحقق نجاحاً الا في وقت لاحق من السنة الجارية لكنه اشار الى تراجع عمليات القتل بأسلوب الاعدام في بغداد وقرار بعض المشايخ المحليين في محافظة الانبار المضطربة بالتعاون مع القوات الاميركية على انه علامة على التقدم. لكن السناتور الديموقراطي كارل ليفن قال ان زيادة القوات اخفقت في تحقيق هدفها بخلق فرصة للتوصل لتسوية سياسية في العراق. واضاف ليفن، الذي يرأس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ للصحافيين في مؤتمر صحافي عبر الهاتف"لا أرى اي دليل على التحرك نحو التوصل لتسوية سياسية". ويعتزم الديموقراطيون ان يرسلوا الى بوش مشروع قانون للتمويل يتضمن جداول زمنية. واذا استخدم بوش حق النقض"الفيتو"ضد ذلك، مثلما قال مراراً، فإن حل هذه المواجهة قد يستغرق اسابيع. وقد يحاول الديموقراطيون الغاء فيتو الرئيس لكن اذا لم يستطيعوا جمع اصوات كافية فإنهم سيُفكرون في ما اذا كانوا يعدون مشروع موازنة جديداً بلهجة أخف.