حقق الديموقراطيون في الكونغرس الاميركي انتصاراً جديداً في سعيهم الى سحب القوات من العراق، اثر تبني مجلس الشيوخ مساء أول من أمس، بعد مجلس النواب، فكرة وضع جدول زمني للانسحاب من العراق، الأمر الذي أثار البيت الأبيض الذي عبّر عن"خيبة أمل"مجدداً تلويحه باستخدام حقه في النقض. ورد مجلس الشيوخ بخمسين صوتا مقابل 48 تعديلاً جمهورياً كان ينص على سحب جدولة الانسحاب من العراق من مسودة قانون حول تمويل العمليات العسكرية في العراق وافغانستان. ويطالب قرار مجلس الشيوخ بمباشرة الانسحاب في مهلة اربعة اشهر، ويكتفي بالاشارة الى ان الهدف يقضي بسحب القسم الاكبر من القوات القتالية بحلول 31 آذار مارس 2008. وكان مجلس النواب اقر الجمعة قانون موازنة العمليات العسكرية في العراق وافغانستان للعام 2007 مرفقا بجدول انسحاب يختلف بشكل طفيف عن الجدول الذي وضعه مجلس الشيوخ. ويتعين تنسيق النصين لطرح صيغة تسوية على الرئيس. وتعليقا على نتيجة التصويت، اصدر مكتب الادارة والموازنة في البيت الابيض بيانا حذر فيه مجددا من انه"اذا ما قدم هذا القانون الى الرئيس، فسيمارس حقه في تعطيله". وكان بوش اعرب عن"خيبة امله"مؤكدا عزمه على الاعتراض على اي نص يربط تمويل الحرب بجدول لسحب القوات. ولفتت دانا بيرينو مساعدة المتحدث باسم البيت الابيض الى"علامات مشجعة"أخيراً في العراق، مشيرة الى ان"الرئيس يشعر بخيبة امل لاصرار مجلس الشيوخ على هذا المشروع الذي سيستخدم ضده حقه في النقض والذي لا تتوافر له فرصة ان يصبح قانونا". وكان السناتور الجمهوري جون ماكين، المرشح لانتخابات 2008 والمؤيد لارسال تعزيزات الى العراق، اعلن قبل التصويت ان تحديد اي جدول زمني للانسحاب يعني"تحديد تاريخ اكيد للاستسلام مع ما سيترتب عن ذلك من عواقب جسيمة لمستقبل العراق وأمن الشرق الاوسط وأمن اميركا". وحذر من انه"اذا انسحبنا قبل الاوان، فسيشكل ذلك انتصارا للارهابيين". في المقابل، صرح زعيم الغالبية الديموقراطية هاري ريد ان"غالبية كبرى"من الاميركيين تؤيد تحديد جدول للانسحاب. وقال بعد فوز الديموقراطيين في عملية التصويت:"بهذا التصويت يعطي مجلس الشيوخ لقواتنا الموارد التي تحتاج اليها في القتال بما في ذلك استراتيجية للعراق تليق بتضحياتهم". واضاف"على الرئيس ان يغير خطه وهذا النص يمنحه فرصة لذلك. نأمل أن يتفهم الرئيس مدى جديتنا وجدية الشعب الاميركي، وانه بدلاً من الادلاء بكل التهديدات التي لديه فلنبادر الى العمل معا". وأضاف"هذه الحرب لا تستحق اراقة قطرة واحدة اخرى من الدم الاميركي". واظهر استطلاعان للرأي نشرت نتائجهما الاثنين والثلثاء ان 59 الى 60 في المئة من الاميركيين يؤيدون انسحابا عسكريا من العراق بحلول 31 اب اغسطس 2008، وهو ما نص عليه قرار مجلس النواب الاسبوع الماضي. ويؤكد الرئيس الديموقراطي للجنة القوات المسلحة كارل ليفين"فقط عندما يتنبه العراقيون الى ان مهمة القوات الاميركية تتبدل واننا سنخفض عديد العسكريين الاميركيين في العراق، سيدركون ... ان عليهم التصرف والقيام بالتزاماتهم". ومن المتوقع ان تنتهي المداولات حول موازنة العمليات العسكرية في العراق وافغانستان في نهاية الاسبوع. واغتنم الديموقراطيون فرصة اقرار الموازنة ليضيفوا اليها عشرين بليون دولار وصولاً الى 124 بليوناً يعتزمون تخصيصها لاحتياجات داخلية لا يمت بعضها بصلة الى العمليات العسكرية، ويبحث البعض حتى في ادراج زيادة للحد الادنى للاجور من ضمنها. كما يعتزم الديموقراطيون تخصيص اموال لتحسين الخدمات الطبية للعسكريين الذين يعودون من العراق مصابين. ويأمل ريد في ان يقر الكونغرس النص نهاية الشهر المقبل.