فشل الرئيس جورج بوش والديموقراطيون الذين يريدون وضع برنامج زمني للانسحاب من العراق خلال اجتماع عقدوه في البيت الابيض الاربعاء، في التفاهم لتسوية الخلافات التي تثير استياء شعبيا. والتقى بوش القادة الجمهوريين والديموقراطيين في مجلسي النواب والشيوخ للبحث في القانون المتعلق بتمويل الحرب الذي هدد بتعطيله اذا ادرجت فيه خطة الديموقراطيين للانسحاب في 2008. واكد الرئيس الاميركي في بداية الاجتماع ان"الناس لديهم آراء قوية يجب مناقشتها واتطلع للاستماع اليهم. لدي رأي ايضا اريد ان نتقاسمه". لكن ردا على سؤال عما اذا كانت هذه المناقشات الطويلة سمحت بتغيير في الموقف من الموازنة التي تبلغ مئة بليون دولار لتمويل الحرب، قال زعيم الاقلية الجمهورية في مجلس النواب جون بوهنر:"لا". وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي انها تتوقع ان تتم صياغة النص المشترك لمشروعي قانوني مجلس الشيوخ والنواب لإرساله الى بوش الاسبوع المقبل. وأعرب زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد عن اعتقاده بأن على بوش العودة الى ضميره ليجد ما الصحيح الذي يمكن ان يفعله من اجل الشعب الاميركي. واضاف""اعتقد ان توقيع هذا النص سيحقق ذلك". والنص الذي اعتمده مجلس النواب يقضي بانسحاب في ايلول سبتمبر 2008 بينما تقضي الصيغة التي اعتمدها مجلس الشيوخ ببدء الانسحاب منتصف 2007 على امل استكمال الجزء الاكبر منه في 31 آذار مارس 2008. وليس هناك اي مؤشر يدل على ان الديموقراطيين يمكن ان يتبنوا موقفا اكثر ليونة في مواجهة تهديدات بوش بتعطيل القرار. لكن، مع انهم يسيطرون على الكونغرس، لا يملكون العدد الكافي من الاصوات الذي يسمح لهم بتجاوز قرار بوش. وهذا يعني مواصلة العمل حتى التوصل الى تسوية. وقالت بيلوسي ان"كل شيء كان واضحا جدا في مواقفه يوش لكن هذا لا يعني ان الحديث انتهى"، مشيرة الى ان ذلك هو"التفاوض والامر ليس مرتبطا باجتماع واحد". وتشير استطلاعات الرأي الى تزايد المعارضة الشعبية للحرب. لكن بوش رفض خلال الاسبوع الجاري ما وصفه ب"طلبات غير عقلانية لانسحاب متسرع". كما اتهم الديموقراطيين بتعريض القوات الاميركية للخطر، بتأخرهم في اقرار الموازنة المطلوبة. وقبل ايام من هذا الاجتماع، رأى انهم يحاولون"تشريع الهزيمة في هذه الحرب المهمة"، محذرا من ان"عواقب الفشل ستكون الموت والخراب في الشرق الاوسط واميركا". من جهة اخرى، صرح الاميرال وليام فالون قائد القوات الاميركية في الشرق الاوسط بأن الخطة الامنية في بغداد التي تقضي بزيادة عديد القوات الاميركية في العراق ستكون على الارجح"الفرصة الاخيرة"للقادة العراقيين لإقامة دولة فعالة، مؤكدا ان عليهم اتخاذ القرارات السياسية بسرعة اكبر. واكد ان"الوقت قصير وحاولنا منحهم الفرصة لاتخاذ هذه القرارات ... يجب ان يبدأوا اتخاذ القرارات بشكل اسرع اذا اردنا تحقيق النجاح واذا اردتم تحقيق النجاح". كما دعا فالون القادة العراقيين الى التحرك لتطبيق الاصلاحات الدستورية وقانون توزيع النفط من اجل استقرار العراق، بغض النظر عن زيادة القوات الاميركية. وتولى فالون قيادة القوات الاميركية قبل شهر خلفا للجنرال جون ابي زيد. واعلن الرئيس بوش في كانون الثاني يناير استراتيجية جديدة للعراق تتضمن ارسال قرابة 30 الف عسكري اضافي لتأمين بغداد وانهاء العنف الطائفي. وينتشر حاليا 145 الف جندي اميركي في العراق ويمكن ان يرتفع هذا الرقم الى 160 الفا في حزيران يونيو بعد وصول مجمل التعزيزات. واعلن وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الاربعاء في تل ابيب ان الولاياتالمتحدة مصممة على مواصلة خطة ارساء الامن في بغداد على رغم الاعتداءات الدامية التي تقع في العاصمة العراقية. وقال خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الاسرائيلي عمير بيريتس"كنا نعلم منذ البداية ان المتمردين واطرافا اخرى سيزيدون حدة العنف لاقناع الشعب العراقي بان الخطة مصيرها الفشل، لكننا نووي المواظبة والاثبات ان ذلك لن يحصل". واضاف غيتس الذي وصل بعد الظهر الى اسرائيل في اطار جولة اقليمية:"انهم المسلحين يقتلون مواطنيهم".