انضمت شركة "غاز بروم" رسمياً إلى الشركات الأجنبية المشاركة في مشروع "سخالين 2" النفطي العملاق. وأمل المشاركون في الصفقة بأن يكون انضمام عملاقة الغاز الروسي، ضمانة إضافية لبدء توريد الغاز الطبيعي المسال في الموعد المحدد في العام 2008. وأشار رئيس فرع شركة"شل"البريطانية - الهولّندية في روسيا، كريستوفر فينليسون، إلى أنه تم تنفيذ 80 في المئة من المشروع، ولفت إلى المنافع الكبيرة التي سيحققها الجانب الروسي منه. وبذلك، تكون"غاز بروم"أحكمت قبضتها على مشروع"سخالين 2"، الذي تبلغ كلفته الإجمالية حوالى 20 بليون دولار، بعد أن اشترت الحصة المسيطرة في شركة"سخالين إنرجي"المشغّلة للمشروع 51 في المئة من الأسهم مقابل 7.45 بليون دولار. وتخلّت الشركات الممولة للمشروع،"شل"والشركات الأجنبية الأخرى، بمقتضى الاتفاق الذي تم توقيعه أخيراً في موسكو، عن جزء من حصتها القابضة في الشركة التي أنشأتها بهدف تنفيذ المشروع. وقلّصت"شل"حصتها من 55 إلى 27.5 في المئة، كما قلّصت الشركتان اليابانيتان"ميتسوي"و"ميتسوبيشي"حصّتهما من 25 إلى 12.5 في المئة ومن 20 إلى 10 في المئة، على التوالي. وحسمت"غازبروم"، باستحواذها على الحصة الكبرى في المشروع، مفاوضات استمرت أكثر من سنتين، قدّمت خلالها عروضاً لإقناع المستثمرين الأجانب بالتخلي عن جزء من حصصهم لمصلحتها، فقد اقترحت الشركة الروسية في العام 2005 صفقة تبادل، تتنازل بمقتضاها عن نصف أسهم مشروع نفطي في الشمال الروسي مقابل الحصول على 26 في المئة من مشروع"سخالين 2". لكن"شل"أعادت تقويم المشروع لتصل قيمته التقديرية إلى 22 بليون دولار، بدلاً من 12 بليون دولار، معلّلة قرارها آنذاك بارتفاع أسعار النفط ومشتقاته عالمياً، ما أفشل الصفقة. وشكّلت الضغوط التي مارستها"مصلحة حماية البيئة"الروسية على مؤسسة"سخالين إنرجي"نقطة التحوّل في المفاوضات حول مصير المشروع، إذ اتهمت في العام الماضي الشركات المنفذة بارتكاب مخالفات بيئية كبرى، وانتهاك قوانين حماية الطبيعة. واضطر المستثمرون الأجانب إلى القبول بعرض"غاز بروم"، شراء 51 في المئة من اسهم المشروع مقابل 7.45 بليون دولار، على رغم أن شركة"ميتسوي"اليابانية قدرت قيمة الحصة المسيطرة للمشروع ب11.4 بليون دولار. يذكر أن الصفقة الأكبر والأهم في روسيا، ما كانت لتكتمل من دون تدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واستقباله في الكرملين ممثلي"غاز بروم"والشركات الأجنبية لمباركة هذا الاتفاق، في نهاية العام الماضي، بعد أن اطلع على آراء الأطراف المختلفة وحاول طمأنة المستثمرين الغربيين أن العمل سيستمر في المشروع، وأنهم"غير مستهدفين". وأثارت هذه الصفقة استياء بالغاً في أوروبا التي تستورد ربع حاجاتها من الغاز من روسيا، وأبدت اليابان انزعاجها كذلك وطالبت الجانب الروسي باستمرار العمل بالاتفاقات السابقة، خصوصاً تزويدها بالكميات المتّفق عليها من النفط والغاز المسال. ويعد مشروع"سخالين 2"واحداً من أكبر المشاريع في قطاع النفط والغاز في شرق روسيا، ويتضمن استخراج النفط والغاز ونقله من أحواض النفط في"بيلتون - أستخوسكويه"و"لونسكويه"إلى المحيط الهادي. وتقدر احتياطات المنطقة المؤكدة بنحو 150 مليون طن من النفط و500 بليون متر مكعب من الغاز الطبيعي. وتراهن روسيا على بيع النفط والغاز من هذا المشروع إلى اليابان والصين ودول جنوب شرقي آسيا.