وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى باريس أمس في زيارة ستختبر رد الغرب على حملة موسكو لاستخدام عائداتها المزدهرة من النفط والغاز لكسب موطئ قدم في بعض من الصناعات الرئيسة في أوروبا، مقابل الموافقة على توسيع الاستثمارات الأوروبية في الصناعة الروسية. ويلتقي بوتين الرئيس الفرنسي جاك شيراك قبل ان تنضم المستشارة الالمانية انجيلا ميركل الى اجتماع ثلاثي اليوم، حيث سيكون طموح موسكو للانضمام الى"مجموعة الصناعات والعلوم الفضائية الأوروبية"من بين القضايا الرئيسة التي سيشملها البحث. ويأتي هذا الاجتماع في وقت اثارت فيه موسكو قلقاً في الأوساط الأوروبية بإبراز قوتها المالية، وكان آخرها خلال مواجهة مع شركات مثل"رويال دتش شل"وپ"اكسون موبيل"بشأن مشاريع النفط والغاز الضخمة في منطقة ساخالين الواقعة شرق روسيا. ويستهدف جزء من هذا الاجتماع نزع فتيل التوترات بشأن النفط والغاز، والتي تجيش منذ ان أثارت روسيا توتراً في الشتاء الماضي بوقف إمدادات الغاز الى أوكرانيا. مشروع "سخالين - 2" من جانبه، قال متحدث رسمي في لاهاي أمس إن رئيس الوزراء الهولندي جان بيتر بالكينيند أجرى محادثات هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن مشروع"ساخالين -2"للطاقة الذي تملك فيه شركة"شل"الانكليزية-الهولندية حصة كبيرة. وفي المحادثة التي أجريت بناء على طلب بالكينيند، وافق الزعيمان على أن الشركات المعنية والسلطات الروسية يجب أن تبقى على اتصال بشأن المشاكل المتعلقة بالمشروع الذي يعتبر واحداً من أكبر مشاريع الطاقة في العالم وأكبر مجمع لإنتاج الغاز الطبيعي المسال. وتبلغ كلفة المشروع حوالى 20 بليون دولار. وكانت السلطات الروسية سحبت موافقتها البيئية على المشروع الضخم على جزيرة ساخالين النائية بشرق روسيا. وتملك شركة"شل"55 في المئة من أسهم المشروع، بينما تملك شركتي"ميتسوي"و"ميتسوبيشي"اليابانيتين باقي الأسهم. وحذرت طوكيو من أن العلاقات بين روسيا واليابان قد تتضرر بسبب الخطوة الروسية.