سجل اليورو أعلى مستوياته في سنتين مقابل الدولار أمس بفارق نصف سنت فقط عن أعلى مستوياته على الاطلاق، إذ جدد استقرار سوق الاسهم ثقة المستثمرين الذين أقبلوا على عملات يتوقع ارتفاع العائد عليها. وعلى رغم أن أسعار الفائدة في منطقة اليورو أقل منها في الولاياتالمتحدة، يرجح أن يدفع النمو القوي وضغوط التضخم في المنطقة البنك المركزي الاوروبي الى رفع الفائدة مجددا في حزيران يونيو، وهي وجهة النظر التي عززتها تصريحات في هذا الاتجاه من عضو مجلس محافظي البنك اكسيل ويبر. كما ساهم في ذلك عدم معارضة صناع السياسات ليورو قوي هذه المرة على عكس مواقفهم في 2004. وأشار خبير أسواق الصرف في"اتش اس بي سي"بول ماكيل الى ان اليورو يبدو قريباً من تحقيق مستوى قياسي. وتشير تصريحات صادرة هذا الصباح أمس إلى ان صناع السياسات مطمئنون ازاء قوة اليورو. ولعب ويبر دوراً هنا أيضاً إذ بدا متفائلاً في شأن النمو. ويواجه الدولار ضغوطاً وسط توقعات المستثمرين أن يخفض مجلس الاحتياط الفيديرالي أسعار الفائدة هذه السنة، فيما لا يزال الين عملة التمويل الرئيسية إ ذ يتوقع للفائدة اليابانية ألا ترتفع إلا تدريجاً من مستواها الحالي عند 0.5 في المئة. وقال ماكيل:"ان آليات النمو والتضخم النسبي تبدو ايجابية لليورو". وارتفع اليورو الى 1.3637 دولار مقترباً من مستواه القياسي 1.3670 دولار الذي سجله في كانون الاول ديسمبر 2004. وصعدت العملة الاوروبية 0.3 في المئة الى 161.76 ين بعدما بلغت في وقت سابق هذا الاسبوع أعلى مستوياتها عند 162.42 ين. وارتفع الدولار قليلاً الى 118.64 ين. وقال ويبر في مقابلة صحافية ان أخطار التضخم قائمة في المدى المتوسط وعلى البنك المركزي الاوروبي أن يعالجها. ويتوقع أن يرفع البنك أسعار الفائدة الى أربعة في المئة في حزيران ثم الى 4.25 في المئة في وقت لاحق من السنة. وكان عضو المجلس التنفيذي للبنك خوسيه مانويل غونزاليس بارامو أعلن في ساعة متأخرة أول من أمس ان البنك لا يزال ينتهج سياسة تيسير الائتمان، مضيفاً أن قوة اليورو لا تثير قلقاً. ويحضر صناع السياسات في منطقة اليورو اجتماعاً غير رسمي في برلين ليومين. إلى ذلك، ارتفع سعر مزيج"برنت"خام القياس الاوروبي قليلاً في التعاملات الآجلة في بورصة انتركونتيننتال متجاوزاً مستوى 66 دولاراً للبرميل أمس قبيل انتخابات في نيجيريا العضو في"أوبك"، ومدعوماً بتوقعات فنية ايجابية في الاجل القصير. وارتفع سعر برنت 29 سنتاً الى 66.23 دولار للبرميل وزاد سعر الخام الأميركي 57 سنتاً الى 62.40 دولار للبرميل. والى جانب الانتخابات النيجيرية اليوم السبت قد يبقي الخلاف في شأن برنامج ايران النووي المتعاملين في حال حذر قبيل عطلة نهاية الاسبوع. وتوقع محللون فنيون ان ترتفع اسعار النفط في التعاملات الآجلة في المدى القصير. ونما اقتصاد الصين بمعدل 11.1 في المئة في الربع الاول من السنة مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية في حين بلغ تضخم اسعار المستهلكين 3.3 في المئة في آذار مارس، متجاوزاً مستوى ثلاثة في المئة الذي يعتبره البنك المركزي مناسباً للمرة الأولى في سنتين. وتراجع سعر برنت هذا الاسبوع وسط توقعات باستئناف انتاج 380 الف برميل يومياً من حقل فوركادوس النيجيري الشهر المقبل. وأوضح متعاملون أول من أمس ان أربع شحنات ستحمل من الحقل المذكور في حزيران يونيو بعد توقفها منذ أكثر من سنة بسبب هجمات متشددين. وأفادت ادارة معلومات الطاقة الأميركية الاربعاء الماضي ان مخزون البنزين الأميركي هبط للأسبوع العاشر على التوالي بواقع 2.7 مليون برميل. وجاء التراجع اكبر قليلاً من التوقعات التي قدرته ب2.1 مليون برميل. وارتفع تشغيل المصافي الأميركية اثنين في المئة الى 90.4 في المئة، ما يشير الى انتهاء موسم أعمال الصيانة والى ان امدادات الوقود سترتفع قبيل موسم العطلات في الصيف.