احتفلت الهند بنجاح تجربة اطلاق صاروخها طراز اغني - 3، ويحمل رأساً حربياً زنته 1.5 طن سواء كان نووياً أو تقليدياً، ويبلغ معظم آسيا. ويقر المسؤولون الهنود بأن الاختبار أرضى الولاياتالمتحدة. فالولاياتالمتحدة تسعى سعياً حثيثاً في سبيل نهوض الهند بدور منافس استراتيجي للصين، بالتعاون مع اليابان واستراليا. وفي أيار مايو الماضي، أرجأت دلهي تجريب صاروخ أغني - 3 لكي لا تثير حفيظة صقور الكونغرس الأميركي من معارضي الاتفاقية الهندية - الأميركية حين كان الكونغرس يناقش الاتفاق النووي، وأقره من بعد. وجاء في تقارير العام الماضي أن واشنطن ألحت على دلهي بالموافقة على وقف الصواريخ المحملة رؤوساً نووية أو تقليدية، وبوقف تجاربها النووية لقاء توقيع واشنطن اتفاقية التعاون النووي السلمي. ولكن الهند رفضت التعهد. فهو قد يحمل على موافقة غير رسمية على معاهدة اتفاقية منع انتشار السلاح النووي. والهند لم توقع المعاهدة بعد. وهي ترى أن المعاهدة تقيد الدول غير النووية، وتطلق يد الدول النووية. فهي غير عادلة. ولكن المعادلات الاستراتيجية تغيرت، وامتزجت المصالح الاقتصادية بالمصالح السياسية. فالهند تبدو دولة ديموقراطية مسؤولة حين تبرز الصين قوة دولية وقطباً. وصمم صاروخ أغني-3 بمدى يبلغ 3000كلم. وعلى هذا، فهو في مثابة رادع نووي بين يدي الهند في مواجهة الصين، ويتهدد بكين وشنغهاي. ويمتاز بدقة اصابة فائقة، ويحمل رأساً نووياً متوسط القوة. وردت الصين غداة التجربة الهندية فقالت ان"الهند تعد دولة ذات نفوذ في المنطقة، ويمكنها العمل لإحلال السلام والاستقرار فيها". وأجاب مسؤولون الهند ان الصاروخ اغني - 3 ليس سلاحاً ضد الصين. والهند خصم تقليدي وجار لباكستان. وصممت الهند صاروخ أغني - 1، ويبلغ مداه 800 كلم، وأغني - 2 ومداه 2000 كلم، وهما جزء من ترسانة الجيش الهندي، في ضوء الخصومة والجوار هذين. وتخشى باكستان أن يفوتها القطار، فتعاونت مع الصين وكوريا الشمالية على انجاز صاروخ شاهين - 2، واختبرته في 2004، ويبلغ مداه 2000 كلم. وطورت الهند صواريخ بريثوي أرض - أرض، وصاروخ تريشول أرض - جو، وصاروخاً متعدد الأهداف أكاش، الى صاروخ مضاد للدبابات باسم ناغ. باتت الهند في عداد نادي الدول النووية المعترف بها. وهذا يخولها شراء الوقود النووي، والتقنية النووية، من السوق العالمية، ومن مجموعة الدول المزودة للطاقة النووية. وهي في حاجة الى موافقة المجموعة هذه قبل المضي قدماً على طريق اتفاقها النووي مع الولاياتالمتحدة والدول الكبرى الأخرى، مثل فرنسا وبريطانيا وكندا، أيدت الاتفاقية. وحملت الامكانات الاقتصادية والجهود الديبلوماسية دولاً كبيرة أخرى، مثل الصين واستراليا، على النظر في موقفها السابق. وألمحت الدولتان الى انهما قد لا تعارضان التعاون النووي مع الهند. ووقعت روسيا اتفاقاً نووياً مع الهند، بينما وافقت جنوب أفريقيا والبرازيل على التعاون مع الهند، وعلى تبادل خبرات في حقل تقنية المعلومات معها. واليابان مصدر التحفظ الباقي. ولكن تحفظه من صنف آخر. فالدولة اليابانية تصبو الى محور هندي - ياباني - أميركي يتصدى، تحت لواء الديموقراطية للقوة الصينية. واختبار أغني - 3 وجه من سياسة عامة متماسكة. وفي نهاية المطاف، حصلت دلهي، وحكومة مانموهان سينغ، على حجج سياسية راجحة في ميزان العملية الانتخابية الداخلية، وهي في طور بلورة تقنية استراتيجية تتولى حماية الأمن الوطني. عن سيدهارث سريفاستافا صحافي هندي مستقل،"إيجيا تايمز"الهونكونغية، 13 /4/ 2007