الحياة بسمة وأمل، فاختر من البسمة أعذبها ومن الحب فضائله، ومن الأمل أعظمه وما أصعب الاختيار في زمن الانهيار الذي تشهده الساحة العربية. انهيار في الموقف، وانهيار بين حدود الأوطان وأخطره بين المواطن ونفسه. هذا الانهيار الذي خلف غباراً متطايراً عاجزاً عن التجمع والترابط. إذا زار وطننا العربي أي ساكن من كوكب آخر سيحصل في شكل عام على فكرة أكثر صدقاً عن حال الإفلاس التي نعيشها والتي تعتبر بمثابة الكراس الخالية من كل معاني الانتماء والترابط التي يتشدق بها البعض والتي يستطيع أصدقاؤنا أو أعداؤنا أن يكتبوا عنها ما يحلو لهم، من الصدق أو السخرية. من المسلم به أن الغارقين في الظلمات لا يمكن أن يرشدوا الآخرين الى مواطن الأمان، وأن المتعثرين في قراراتهم وسياساتهم لا يمكن أن يقودوا الشعوب نحو التوجه الصحيح. ومسك الختام قول المتنبي:"ولو حملت صم الجبال الذي بنا/ غداة افترقنا أوشكت تتصدع". فاروق الظرافي - صنعاء - بريد الكتروني