كاظم الساهر وحسام الرسام وماجد المهندس ورضا العبدالله هم الذين يصنعون اذواق الشباب في العراق. فلا يكاد اي من هؤلاء المطربين يظهر على الشاشات الفضية بمظهر جديد او لافت حتى تبدأ في اليوم التالي تقليعات مختلفه بين الشباب والمراهقين لتقليد موضة الملابس التي يرتديها او قصة الشعر التي ظهر بها اثناء تصوير آخر اغانيه. وتلجأ الفتيات في المقابل الى تقليد بطلات"الفيديو كليب"اللاتي يظهرن مع المطربين اثناء التصوير وبعض المطربات ونجمات السينما العربية في نوعية الملابس التي يرتدينها وقصات الشعر التي يظهرن بها. وباتت صالونات الحلاقة تعرض على زبوناتها قصات نانسي عجرم ومنة شلبي وكارول سماحه وغيرهن فيما تعرض محال الالبسة فساتين اعراس مشابهة لتلك التي ترتديها نجمات السينما والغناء في لقطات شهيرة. وعلى رغم انغماس الشباب في تقليد مطربيهم ونجومهم المفضلين يحاول البعض الابتعاد عن التقليد الاعمى والالتزام بالتقليعات التي تتناسب مع طبيعة المجتمع العراقي. وتقول ايناس علي التي تدرس التاريخ في كلية التربية في جامعة بغداد، ان تقليد شقيقها احمد المطرب رضا العبدالله في الازياء التي يرتديها وقصة شعره تدفع والدها باستمرار الى توجيه انتقادات حادة له. فشقيقها الوحيد غالباً ما يتمرد على رغبة الاب ويصر على اختيار ملابس عصرية تثير غضب الاب الذي يجد في ذلك خروجاً على الذوق العام وخرقاً لمقاييس الرجولة التي كان يتمتع بها ابناء جيله. وترى إيناس ان الاحتجاج المستمر للعائلة على سلوك ابنائها امر غير مبرر لا سيما ان الوالدين كانا يقلدان نجوم عصرهم تقليداً اعمى اذ ما زالت تحتفظ بصور لوالديها في مرحلة الشباب يظهر فيها الأب بقصة شعر الخنافس التي استوحاها من نجوم الفرقه الشهيرة انذاك. وتعترف والدتها بانها كانت مهووسة بتقليد سندريلا السينما العربية سعاد حسني في ملابسها وقصة شعرها. وتقول ان الاهل غالباً ما يتعاملون بازدواجية مع ابنائهم. ففي الوقت الذي سمحوا لأنفسهم بارتداء ما يحلو لهم يحاسبون ابناءهم اليوم على ذلك. وتضيف:"كانت تنورة والدتي ترتفع اكثر من خمسة سنتمترات فوق الركبة وهي تحاسبني اليوم على ارتدائي ملابس ضيقة على رغم كونها اطول واكثر قبولاً من ملابسها في شبابها". وترى سجا فؤاد ان التقليد مقبول في ضوء المعقول لا سيما ان تقليد النجوم بات شيئاً معروفاً في الوسط الشبابي. فالنجم يمثل رمزاً للمراهقين والشباب وهم يحاولون تقليده في كل شيء، سلوكه وحركاته ولون شعره وغيرها. لكنها ترفض التقليد الاعمى الذي غالباً ما يعرض الشباب من كلا الجنسين الى الانتقاد الحاد من المجتمع والعائلة، وهي شخصياً تميل الى تقليد بعض نجمات الغناء في الملابس لانها موضة شائعة هذه الايام لكنها تقول ان الظروف الامنية السيئة التي تعيشها البلاد حدّت من انتشار بعض صيحات الموضة التي ترتديها نجمات الغناء بين طالبات الجامعة خصوصاً في المناطق والاحياء المحافظة. ويستغرب هشام عمر الانتقادات التي يوجهها بعض الراشدين الى الشباب عند تقليدهم نجوم الفن، ويقول ان الجميع يمرون في هذه المرحلة وانها امر طبيعي. ويقول:"حبي الشديد للمطرب كاظم الساهر دفعني الى تقليده في كل شيء حتى طريقة حفاظه على وزنه، فأنا أمارس الرياضة يومياً ولا أسمح لشعري بأن يطول اكثر من اللازم". ويحرص هشام على تقليد الساهر حتى في حركات وجهه ما جعل اصدقاءه يؤكدون له ان كثرة تقليده لنجمه المفضل جعلته شديد الشبه به. ولا يرى هشام في هذا الامر ما يعيب بل يرى ان تقليد الشباب والمراهقين للنجوم قد يكون بداية لدخولهم في طريق النجاح الذي سلكه هؤلاء.