لا يقتصر اختيار الموضة بين الشباب العراقيين على ما يسود بين اقرانهم من الشباب في بلدان عربية أخرى. فالتقاليد السائدة في المجتمع تلعب دوراً مهماً وأساساً في عملية الاختيار، فضلاً عن الوضع القائم في البلاد الذي دفع الكثير من الشباب الى الإحجام عن الاستجابة لما تمليه تقليعات الموضة. ولكن، من جانب آخر، يبدو الشباب العراقيون اكثر انفتاحاً على محاكاة ما هو رائج هذا العام، لا سيما في بغداد بعدما امتنع كثيرون عن تقليده في السنوات الماضية خوفاً مما قد ينالهم من الجماعات المتشددة التي فرضت عقوبات مختلفة على الشباب من مقلدي تقليعات قص الشعر والملابس الشبابية، وخصوصاً حين أقدم أفراد من هذه"الجماعات"على تمزيق ملابس شبان يرتدون بنطالاً كلاسيكياً، بينما حلق آخرون رؤوس الفتيات اللواتي امتنعن عن ارتداء الحجاب. ودفعت هذه الحوادث الفتيات غير المحجبات الى وضع غطاء مناسب على الرأس عند الخروج الى المدرسة، او الجامعة او مواقع العمل، خوفاً من التعرض لعقوبات مماثلة، فيما امتنعت كثيرات منهن عن ارتداء الملابس التي قد تستفز المتشددين. ويبدي الشباب الجامعيون ميولاً اكبر في تقليد الموضة من اقرانهم في باقي الأوساط وتسود بينهم تقليعات مختلفة من قصات الشعر الى الملابس الشبابية الحديثة. تقول مها زيد ياسين 21 عاماً الطالبة في كلية الآداب في جامعة بغداد، ان تقليد الموضة في العراق يبدأ في الوسط الجامعي ثم ينتشر تدريجياً بين بقية الشباب. وتؤكد ان الشباب العراقي يتمتع بحرية نسبية في اختيار ملابسه التي تتماشى مع العصر. ويواجه بعضهم اعتراضاً شديداً من الأهل على اختياراته الخاصة لملابسه أو قصة شعره... عند الخروج من البيت الى الجامعة او العمل. وترى مها أن آراء الآخرين سواء كانوا من العائلة أو من الاقران أمر مطلوب،"لكنها ينبغي ان لا تتعدى إلى كبح ميول الآخر ومصادرة رغباته الشخصية في هذه الحدود". ويتعرض بعض الشباب الى انتقادات واسعة بسبب قصة شعرهم أو طبيعة ملابسهم. يقول امتثال عبد النبي 23 عاماً إن اقرانه غالباً ما ينتقدونه على طريقة تصفيفه لشعره التي يرون فيها شبهاً، أو تشبهاً بطريقة الخنافس، لكنه اعتاد ألا يعير كبير اهتمام لتلك الانتقادات الممازحة التي يطلقونها على شعره والتي غالباً ما يأخذها على سبيل المزاج، لأنه أحب هذه الطريقة في تصفيف الشعر ولن يغيرها إلا اذا اعجبته تقليعة جديدة. ولا يبتعد الحجاب كثيراً عن عالم الموضة في العراق بعدما تسللت اليه تقليعات حديثة استحوذ البنطال الجينز على موقع الصدارة فيها، تليه تقليعة الكلاسيك. وبات بمقدور المحجبات الخلط بين ارتداء الحجاب الشرقي الجلباب والغربي البنطال. وتجد نغم جبار 25 عاماً وهي موظفة في احدى المؤسسات الحكومية، ان الحجاب الغربي"يوفر للمرأة العاملة حرية أكبر في التحرك"ملاحظة انه بدأ ينتشر في شكل واسع بين المحجبات خلال السنوات الاخيرة. الا انها، في الوقت ذاته، ترى ان موضة الحجاب لا تقتصر على ابتداع ملابس جديدة بل تتعداها إلى غطاء الرأس الذي ظهر بموديلات مختلفة بين الفتيات استمدن غالبيتها من أغطية الرأس التي استخدمتها الفنانات المحجبات كما يظهرن على الشاشة. وباتت الفتيات المحجبات يبحثن عن تلك الموديلات في الاسواق فور ظهور الحجاب على الشاشة حتى باتت أغطية الرأس التي استخدمتها صابرين وسهير رمزي وحنان الترك، ضرباً من الموضة لدى كثيرات.