شدد خطباء الجوامع والمساجد والحسينيات امس على ضرورة ايجاد حلول سريعة للمناطق التي تقع تحت سيطرة الجماعات المسلحة. وحذر الشيخ صدر الدين القبانجي من الانسحابات السياسية من كتلة "الائتلاف"، مشيراً الى تحركات "لتغيير الخارطة السياسية في البلاد". وندد الشيخ حيدر الجابري، خطيب جامع المحسن في مدينة الصدر بقرار بناء قاعدة عسكرية اميركية في المدينة وقال ان"هذا القرار يهدف الى زعزعة الأمن والاستقرار"فيها و"محاولة لشد الخناق على التيار الصدري وجيش المهدي". وتظاهر مئات عقب صلاة الجمعة في مدينة الصدر امس للتنديد بقرار بناء القاعدة الأميركية. وندد الشيخ سليم المنذري، امام وخطيب المدرسة الخالصية في الكاظمية بالهجوم العسكري الاميركي على مناطق الضلوعية وديالى، وقال ان"بلدة العامودية في محافظة ديالى تعرضت الى قصف أميركي عشوائي وسقط فيها عشرات الضحايا من المدنيين الابرياء بحجة ايواء الارهاب". وطالب الحكومة بالتحرك"لوقف هذه التجاوزات". وقال ان"الخطط الامنية يجب أن تكون محكمة وان لا تؤول الى الاضرار بالمدنيين الابرياء". ولفت الى وجود"مصالح سياسية وراء عمليات التهجير الطائفي والخطف"، واضاف ان"الدين الاسلامي الحنيف بعيد عن تلك الممارسات اللاانسانية". وفي كربلاء 110 كلم جنوببغداد طالب الشيخ عبد المهدي الكربلائي، امام وخطيب الصحن الحسيني وممثل المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني حكومة المالكي واجهزتها الامنية بالاستجابة"الى استغاثة أهالي محافظة ديالى وارسال قوات امنية لفك الحصار الذي تفرضه بعض الجماعات المسلحة والارهابية على اهالي القرى والمناطق الشيعية". وقال ان"الاهالي في تلك المناطق اطلقوا صرخات استغاثة لأكثر من ثلاثة اسابيع وارسلوا وفوداً ممثلة عنهم لطلب عون الحكومة"، لافتاً الى"ضرورة توسيع خطة فرض القانون الى باقي محافظاتالعراق التي تقع تحت سيطرة العناصر المسلحة وعدم اقتصارها على بغداد". واثنى على الجهود التي بذلتها الحكومة لانجاح زيارة اربعينية الحسين الاسبوع الماضي، وحض مواكب العزاء التي تعرضت الى اعتداءات مسلحة على التسامح"وعدم اللجوء الى الانتقام العشوائي". وقال ان"على الجميع ان لا يتحسسوا من الاخطاء التي قد تحدث من دون قصد او من المشاكل التي تحاول بعض الاطراف السياسية اثارتها على حساب الشعب"، مشيراً الى"ضرورة التفريق بين المخطئ والمصيب في هذه القضية وعدم اطلاق الاحكام". وحذر الشيخ صدر الدين القبانجي، امام وخطيب الحسينية في النجف والقيادي في"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"من توفير فرص للانقلابات السياسية الجديدة في العراق. وقال ان"الانسحابات الاخيرة من كتلة الائتلاف وتشكيل تحالفات جديدة قد تؤول الى تمزيق العراق الجديد وتصب في خدمة مصالح بعض الاطراف السياسية". وشدد على"ضرورة ان تبصر كل الاطراف السياسية المشاكل العالقة وان لا تتحذ خطوات عشوائية متسرعة قد تؤول الى تهيئة فرص جديدة لانقلابات وتفجير الخارطة السياسية في البلاد". وتحدث عن الامارات الاسلامية التي اقامها تنظيم"القاعدة"في العراق وقال، ان"الهدف من هذه الامارات هو اسقاط دولة الشيعة في البلاد وتنظيم"القاعدة"توجه لتصفية حساباته مع الشيعة، تاركاً القواعد الاميركية في المنطقة ومتحولاً نحو مواجهة المسلمين بدلاً من محاربة الاميركيين". وتابع ان"الاتجاهات التكفيرية في البلاد لم تجد سوى الطعن بالهوية الدينية والوطنية عند الشيعة ومحاولة اثارة الفتنة بينهم وبين السنة في البلاد، املاً في الوصول الى مبتغاهم واسقاط العملية السياسية برمتها وتحويل الانظار نحو حربهم التي اعلنوها على الشيعة".