استنكر خطباء الجمعة في عدد من المدن العراقية امس التفجيرات العشوائية في مدينة الصدر الخميس التي راح ضحيتها اكثر من 200 شخص وقصف أحياء أخرى في بغداد، خصوصاً الاعظمية، بقذائف الهاون، واتهم معظم الخطباء الحكومة والسياسيين في ما وصلت اليه الاوضاع الامنية في البلاد، وطالب أحد ممثلي آية الله علي السيستاني وزيري الدفاع والداخلية بالاستقالة. وذكر الشيخ عبد الزهرة السويعدي خطيب جامع المحسن في مدينة الصدر"ان الوضع المأسوي الذي وصلت اليه البلاد ناتج عن امرين: قوات الاحتلال والقوى الظلامية والتكفيرية من البعثيين والصداميين"، موضحاً ان"قوات الاحتلال اتخذت من خراب المنطقة العربية والاسلامية سياسة"مطالباً ب"وقف تدخل القوات الاميركية في مصير الشعب العراقي وانهاء عمليات القتل والتدمير التي تقوم بها"وأضاف ان"القوى الظلامية والتكفيرية من البعثيين والصداميين ويظهرون بصور مختلفة لاستهداف الابرياء"مشيراً الى ان"الحل يكمن في اخراج القوات الاميركية من البلاد وابعاد البعثيين من الحكومة". وطالب السويعدي زعماء العشائر والمرجعيات الدينية والمثقفين الى"السعي لانهاء وجود القوات الاميركية في البلاد ووقف العنف". ولفت الى ما جاء في بيان مقتدى الصدر اول من امس حول تفجيرات مدينة الصدر الذي دعا فيه الى"التوحد وضبط النفس والابتعاد عن الانفعالات غير المسؤولة وعدم التصرف الا بعد مراجعة الحوزة العلمية"وشدد على ان"هذا البيان هو المبدأ الذي يتوجب ان يلتزم به اتباع التيار الصدري". وفي كربلاء 110 كم جنوببغداد، طالب السيد أحمد الصافي، وكيل المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني"الوزراء الذين لا يستطيعون ممارسة دور حقيقي لوقف العنف"بتقديم استقالاتهم. وبعدما طالب وزيري الدفاع عبدالقادر محمد جاسم والداخلية جواد البولاني بالاعتراف بوجود"قادة فاسدين وخونة في وزارتيهما"قال"لا يمكن ان نكتفي بالتبريرات من الوزيرين حينما يقولان: هذا الحي تابع لحماية الداخلية وهذا القاطع تابع لحماية الدفاع". واضاف:"يجب ان نخجل ... فليس لدينا قطيع من الغنم قتل"في اشارة الى التفجيرات التي وقعت في مدينة الصدر الخميس وأسفرت عن مقتل اكثر من مئتي شخص واصابة اكثر من 250 آخرين. وطالب"الوزير الذي لا يستطيع ان يمارس دوراً حقيقيا في وظيفته بالاستقالة. فالشعب يدفع ثمن المحاصصة والمجاملة والصبر. وعلى المسؤولين ممارسة دور حقيقي في مجال الامن ولسنا بحاجة للخطابة"وحذر من"نفاد صبر العراقيين". واتهم السياسيين العراقيين"لانشغالهم بصراعاتهم الشخصية وترك الشعب فريسة للوضع الامني المتردي"، وتساءل:"كيف اطمئن لشرطي لم يتعين الا بعد دفع مبلغ 300 دولار بينما يدفع من يريد الانضمام الى الحرس الوطني 500 دولار؟". وقال"لدى وزارة الداخلية اكثر من 300 ألف شرطي، ما هي مهمتهم؟ ومن أين يدخل الارهابي؟ فهو لا يدخل منطقة ما الا بغطاء. فهل نستورد شرطة من الخارج؟". كما طالب بايجاد"صيغة للحوار الحقيقي بين الاطراف السياسية المتناحرة للوصول الى حل نهائي للأزمة القائمة"، وانتقد"اجراء بعض الاطراف السياسية العراقية والاميركية حوارات مع معارضين للحكومة من دون الرجوع الى الحكومة"، مشيراً الى ان هذه"الحوارات الجانبية تهدف الى افشال حكومة المالكي". وفي النجف 160 كم جنوببغداد، دعا امام الحسينية الفاطمية الكبرى صدر الدين القبانجي من"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"بزعامة عبدالعزيز الحكيم"الجميع الى ضبط النفس وعدم اصدار ردود فعل غير منضبطة". وانتقد"استخدام لغة عرب وصفويين. فهناك من يصفون غالبية الشعب العراقي بأنهم صفويون"، قائلا ان"استخدام شعارات من هذا القبيل من وجوه تشترك بالعملية السياسية وتتخذ غطاء دينيا أمر يؤسف له". ولفت الى ان"الشعب العراقي قدم خلال شهرين سبعة آلاف شهيد، فيما قتل خلال اربع سنوات 2876 عنصراً من القوات الاجنبية. فهل هذه مقاومة ام ذبح للشعب العراقي؟". وأشار الى ان"تفجيرات الخميس في مدينة الصدر أسفرت عن أكثر من 200 شهيد، 202 فهل هذه مقاومة؟" وطالب القبانجي الدول العربية ب"طرد عناصر النظام السابق ووقف التحريض الاعلامي"، معتبرا ان"الارهاب يستمد قوته من التحريض الاعلامي الذي يحتضنه عدد من الدول العربية، وعدم احتضان عناصر الفتنة التي تسعى لتمزيق العراق". من جهته اتهم الشيخ محمود الصميدعي، امام وخطيب جامع بلال الكبيسي، مسؤولين في الدولة ب"التورط في دعم العصابات التي تمارس القتل الطائفي"لافتاً الى وجود"عصابات مبرمجة وفق اجندة محددة لا علاقة لها بالسنة او الشيعة متورطة في عمليات القتل الطائفي وتحاول اشعال الحرب الاهلية بين السنة والشيعة وتعميق الخلاف بين السكان في مدينتي الصدر والاعظمية من خلال ممارساتها الاجرامية في هاتين المنطقتين". واستنكر الصميدعي التفجيرات الاخيرة في مدينة الصدر متهماً القوات الاميركية بالوقوف وراء الحادث. وقال ان"الطريقة التي تمت بها العملية وتوقيتها يشيران الى بصمات للقوات الاميركية". ولفت الصميدعي الى ان"التدهور الامني وصل الى اقصى درجاته منذ سقوط النظام منذ اكثر من ثلاث سنوات"ودعا الحكومة الى"اتخاذ الخطوات اللازمة والرادعة للاسراع بحل المشكلة الامنية". واستنكر الشيخ محمود العيساوي، خطيب وامام جامع الحضرة الكيلانية،"الاحداث الدامية في مدينة الصدر وقصف مدينة الاعظمية بقذائف الهاون"مشيراً الى"وجود اياد خفية تحاول بث الفتنة الطائفية بين سكان المنطقتين"، ودعا الى"تطويق الازمة لتفويت الفرصة على من يتربص بالبلاد سوءاً"وطالب رئاسة البرلمان"بوقف بث جلسات البرلمان مباشرة عبر وسائل الاعلام كي لا تظهر الخلافات الطائفية بين النواب على الناس وتنعكس سلباً على الشارع العراقي".