كثفت السلطات المغربية حملتها أمس للبحث عن عشرة "انتحاريين" في الدار البيضاء، بعد يوم على مقتل أربعة، احدهم في مواجهة مع قوات الأمن وثلاثة بتفجير احزمتهم الناسفة. وأكدت مصادر ل"الحياة"اعتقال مشتبه به، لكن لم يتضح إذا كانت له صلة بالمجموعة المعروفة باسم"خلية الرايدي". وكشفت أن اعترافات معتقلين ترجح أن يكون الانتحاري أيوب الرايدي الذي فجر نفسه أول من أمس خلال المطاردات"أميراً"لخلية تضم نحو 15 شخصاً. وفجر ثلاثة انتحاريين أنفسهم في مقاطعة الفداء في الدار البيضاء أول من أمس، بعدما حاصرت الشرطة منزلاً كان يقطنه اثنان منهم، كما قتلت قوات الأمن انتحارياً رابعاً. وكان اسم أيوب الرايدي، وهو أحد القتلى الأربعة، ورد للمرة الأولى حين بدأت الشرطة تحرياتها حول صلته بشقيقه عبدالفتاح الذي كان فجر نفسه في مقهى إنترنت في حي سيدي مومن شمال الدار البيضاء في 11 آذار مارس الماضي. وكشفت مصادر أن إفادات معتقلين على خلفية الحادث دفعت في اتجاه تكوين صورة عن أيوب باعتباره"أميراً" لخلية تضم بين 13 و15"انتحارياً". وعزز هذا الاتجاه كشف هوية الانتحاري محمد منطالة الذي كان يحمل سيفاً وحقيبة متفجرات، وعُرف أنه كان صديقاً لعبدالفتاح الرايدي ولم يكن يفارقه. وعُلم ان الانتحاري الذي فجر نفسه فوق سطح البناية اسمه محمد رشدي، كما تأكد أن الانتحاري الرابع اسمه سعيد بلواد. وقال شهود إن بلواد حاول التسلل من مقاطعة الفداء التي طوقتها قوات الأمن، لكنه فشل، ففجر نفسه، ما أدى إلى مقتل شرطي وجرح آخرين. واستمرت حال الاستنفار الأمني في المنطقة، وان بدرجة أقل. وعاد السكان إلى منازلهم بعدما قضوا أكثر من 12 ساعة في حال ترقب وهلع. وتعول أجهزة الامن على أدلة جمعتها من شقة الانتحاريين الأربعة لمساعدتها في التأكد من فرضية وجود انتحاريين آخرين. وفي غضون ذلك، اعتقلت قوات الأمن بعد ظهر أمس مشتبهاً في شارع أبي شعيب الدكال قرب مقاطعة الفداء. ولم يعرف ان كانت له علاقة بالانتحاريين الأربعة، إلا أن لوائح متداولة بأسماء الانتحاريين المفترضين تضم شقيقاً آخر لعبدالفتاح الرايدي اسمه بدر. إلى ذلك، دان العاهل المغربي الملك محمد السادس التفجيرات الانتحارية في الدار البيضاء واعتبرها"عملاً إجرامياً دخيلاً على التقاليد وروح التسامح". وقال في برقيات تعازي إلى أسرة ضابط الشرطة الذي قتل في الحادثة وذوي الجرحى، إن هذا"العمل الإرهابي لن يثني البلاد عن المضي في طريق تكريس خيار الانفتاح والديموقراطية والتحديث". واعتبر أن"اليقظة التي أبداها المواطنون وروح التضحية التي التزمتها قوات الأمن دليل على تماسك المجتمع الذي يعتبر التصدي للإرهاب معركة أساسية".