هددت "طالبان" بإعدام رهينة أفغانية جديدة في حال رفض السلطة التفاوض على مقايضته بأنصار الحركة المعتقلين، فيما دعت صحيفة أفغانية قريبة من السلطة بإعدام كل سجناء "طالبان" للتخلص من عمليات الخطف بهدف المبادلة. تزامن ذلك مع إعلان جمعية الصحافيين المستقلين أن وسائل الإعلام الأفغانية قررت مقاطعة كل أخبار"طالبان"مدة أسبوع، احتجاجاً على إعدام الحركة المترجم والصحافي الأفغاني أجمل نقشبندي الأحد. ودانت صحيفة"لا ريبوبليكا"الإيطالية القتل"الوحشي"لنقشبندي الذي كان يعمل مترجماً للرهينة الإيطالي السابق دانييلي ماستروجاكومو وخطف معه قبل إطلاق الأخير. في الوقت ذاته، رفضت فرنسا الملتزمة بأكبر قدر من التحفظ منذ خطف اثنين من مواطنيها في أفغانستان في الثالث من الشهر الجاري، الإدلاء بأي تعليق في شأن إعدام المترجم الأفغاني. وندد البيت الأبيض بشدة بإعدام نقشبندي باعتباره عملاً"وحشياً"، فيما دان رئيس الحكومة الإيطالية رومانو برودي"الجريمة العبثية"، واستنكرت بعثة الأممالمتحدة في كابول عملية"القتل المجنونة". ترافق ذلك مع تهديد الحركة بقتل رهينة أخرى، إذ قال ناطق باسم الملا دادالله أحد ابرز قادة"طالبان"في جنوبأفغانستان في اتصال هاتفي مع وكالة"فرانس برس"إن الحركة ستقتل أحد الأطباء المحتجزين لديها في حال لم تطلق السلطات الأفغانية مفاوضات معها في حلول 15 الشهر الجاري. وكان الناطق الذي لم يقدم أي طلب محدد، يشير إلى أحد الأفراد الخمسة في فريق طبي أفغاني خطفوا قرب قندهار جنوب في 27 آذار مارس الماضي. وطالبت الحركة قبل أسبوع بالإفراج عن ناشطيها من السجون الأفغانية في مقابل إطلاق سراح الرهائن الخمسة. ولم يشر الناطق إلى الفرنسيين اللذين يعملان في منظمة إنسانية وخطفا مع ثلاثة مرافقين أفغان في جنوب غربي البلاد في الثالث من الشهر الجاري. وذكر الناطق أن الطبيب المهدد بالقتل يدعى خليل الله وهو قريب لحاكم ولاية ننغرهار شرق أفغانستان. ويتحدر حاكم ننغرهار غل آغا شيرزاي من قندهار، وهو من زعماء الحرب الذين ساهموا في إطاحة نظام"طالبان"أواخر العام 2001. وأضاف الناطق أن الحركة ستقرر لاحقاً مصير أفراد الفريق الطبي الأربعة الآخرين. ونشرت صحيفة"أرمان أي ميلي"أن"استشهاد أجمل نقشبندي وجرائمها طالبان الأخرى تحدث في الوقت الذي تبدي الحكومة تساهلاً مفرطاً تجاه سجناء الحركة."وتابعت:"ليس هناك تنفيذ عقوبة ضد أي مجرم وقاتل من طالبان والذين أصدرت السلطات القضائية ضدهم عقوبات صارمة... من الآن فصاعداً يجب أن يعدم المجرمون من طالبان." وكان نقشبندي والصحافي الإيطالي ماستروجياكومو وسائقه الأفغاني خطفوا بداية الشهر الماضي. وأفرجت"طالبان"عن الصحافي الإيطالي بعد أسبوعين عندما أفرجت كابول عن خمسة أعضاء بارزين في الحركة. وحدث التبادل بعدما أعدمت"طالبان"السائق ولكنها احتفظت بالمترجم في محاولة لاطلاق المزيد من رجالها. وانتقدت صحيفة أخرى حكومة الرئيس حميد كارزاي لفشلها في تأمين الإفراج عن نقشبندي فيما مضت قدماً في التوصل لاتفاق لتأمين الإفراج عن ماستروجياكومو وإنقاذ حكومة إيطاليا الهشة من الإحراج. وكتبت:"السيد كارزاي، من دون شك تمكنت من إنقاذ الحكومة الإيطالية من السقوط ولكن مع الأسف لم تتمكن من إنقاذ حياة أفغاني صوت من أجلك". وواجهت صفقة الإفراج عن ماستروجياكومو انتقادات واسعة النطاق في إيطالياوأفغانستان حيث حذر خبراء في مجال الأمن من أنها قد تؤدي إلى مزيد من عمليات خطف الأجانب. وخطف رجل وامرأة فرنسيان من العاملين في مجال الإغاثة وثلاثة من زملائهم الأفغان الأسبوع الماضي في إقليم نيمروز الوعر الذي تعمه الفوضى والواقع بين إيران وولاية هلمند. وقال كارزاي يوم الجمعة الماضي، انه وقع تحت ضغط من روما للموافقة على صفقة الإفراج عن ماستروجياكومو ولكنه استبعد أي تبادل آخر للأسرى مع"طالبان".