في عالم المستديرة وأجوائها المثيرة ومنافساتها الكبيرة تبحث الأندية عموماً عن المحترف الحقيقي، الذي يجسد دوره الفعال داخل أرضية الميدان، ويكون العلامة البارزة في خريطة الفريق، والتي يستفيد منها بقية اللاعبين، وتسهم في تحقيق الانتصارات وحصد البطولات، ويدفع من أجل ذلك مسيرو الأندية ملايين الدولارات في سبيل ضم مثل هذه المواهب الكروية إلى فرقها ودعم صفوفها وخطوطها المختلفة قبل المشاركة في الاستحقاقات الرياضية، سواء الداخلية منها أم الخارجية. ونادي الشباب السعودي يعتبر من أبرز وأميز الأندية المحلية التي نجحت في استقطاب المحترفين الأجانب المميزين منذ بدء فترة الاحتراف الثانية قبل نحو 17 عاماً من الآن، والذين أفادوا"الليث"كثيراً، وأسهموا في تحقيقه بطولات محلية وانجازات خارجية، سجلت بمداد من ذهب في سجل المنجزات السعودية قبل الشبابية، ورفعت اسم النادي عالياً في سماء الكرة الخليجية والعربية والقارة الآسيوية حتى بات شيخ النادية السعودية من أفضل وأشهر الأندية التي يشار إليها بالبنان في القارة الأكبر عالمياً. ويأتي اللاعب العراقي المبدع والموهوب نشأت أكرم كأحد أهم الأسماء الكروية الرائعة، التي تعاقد معها نادي الشباب وسجلت نجاحات كبيرة ومتواصلة منذ التعاقد معها قبل ثلاث سنوات وحتى الآن، إذ سطر اللاعب أروع عروضه الكروية، وقدم أجمل فنونه الأدائية، ورسم أحلى لوحاته الفنية على المستطيل الأخضر، وكان الأكثر تألقاً وإبداعاً، والأمير أداءً وعطاءً في الكتيبة البيضاء، والموهبة الشابة التي أشعلت الميادين الكروية نشاطاً وحيوية ولمسات سحرية ولمحات مهارية وتسديدات قوية، وعجزت عن مراقبتها خطط المدربين، وفشلت في إيقافها رادارات المدافعين، حتى أصبح يمثل مركز القوة الضاربة والثقل الواضح في فريقه والعقل المفكر الذي يقود الهجمات ويوزع الكرات، ويسجل الأهداف من مسافات بعيدة ومن طرق وأشكال متنوعة ومختلفة، من الصعب أن يسجلها أي لاعب آخر إلا في قامة وهامة الموهوب نشأت أكرم. ونجح نشأت في كسب احترام وتقدير الشبابيين بفعل مستوياته الأدائية المبهرة داخل الميدان وأخلاقه العالية وتعامله الراقي مع زملائه اللاعبين وجماهير ناديه خارجه، وامتثاله لكل الأوامر والتعليمات الخاصة بالإدارات الشبابية المتعاقبة، ابتداء من إدارة الرئيس السابق طلال آل الشيخ أول من تعاقد معه وجلبه إلى الكتيبة البيضاء ومروراً بإدارة الأمير خالد بن سعد وانتهاء بإدارة خالد البلطان على فترتين مختلفتين، والذي جدد عقد ابن الرافدين لموسمين متتاليين، حتى بات نشأت أكرم واحداً من اللاعبين الشبابيين المحبوبين من الجميع، ومن أبرز المقربين لأكثر من عنصر شبابي، ومن أهم المحترفين الأجانب الذين مروا على تاريخ النادي، وحفروا أسماءهم في ذاكرة محبي وأنصار شيخ الأندية السعودية. ويتمتع نشأت أكرم ببنية جسمانية قوية كسائر العراقيين وقتالية على الكرة وحماسة كبيرة تدل دلالة واضحة على إخلاصه للشعار الشبابي ورغبته في إسعاد جماهير الليث، بتحقيق الانتصارات وحصد البطولات، وكأنه ولد في نادي الشباب وتشربت عروقه حب النادي من خلال النزالات الكروية المتتالية في الاستحقاقات المحلية والخارجية، والتي يظهر فيها الموهوب العراقي أكثر اهتماماً وجدية في صناعة الفرح ورسم الابتسامة الشبابية، وان تكون لغة الكسب والانتصار هي اللغة السائدة التي يخرج بها الفريق من مواجهاته الكروية المختلفة. وقاد مايسترو الشباب وساحر الكرة العراقية فريقه لفوز غال ومستحق على فريق الاتفاق بهدفين من دون رد، عندما نجح في فك طلاسم الدفاعات الاتفاقية وهز شباك الحارس عادل السلمان بهدف على طريقة الكبار في الدقيقة الپ76 ثم عاد مجدداً وجهز كرة على طبق من ذهب للغاني غودين أترام، تمكن من خلالها من إحراز الهدف الشبابي الثاني في الوقت بدل الضائع من النزال، ليهدي نشأت أكرم فريقه أغلى ثلاث نقاط في الدوري السعودي حتى الآن، وكان فعلها قبل ذلك في لقاء الحزم قبل أسبوعين في الرس، ليؤكد فتى العراق الموهوب انه اللاعب المؤثر جداً في المنظومة الشبابية الذي لا يمكن الاستغناء عنه مستقبلاً من اجل مصلحة الفريق ومشاركاته في المسابقات والمنافسات المحلية والخارجية.