في عالم المتعة الكروية يقف فريق الشباب على رأس الأندية السعودية التي تقدم كرة قدم حقيقية مليئة بالروعة الأدائية والفواصل المهارية والجمل التكتيكية واللوحات الفنية، وفي عالم الجماعية يأتي الشباب في قمة الفرق المحلية التي ترسم معنى اللعب الجماعي الفعلي على أرض الميدان وتطبق مفهوم الكرة الجماعية الشاملة الخالية من الأنانية والاستعراض والاستهتار في النزالات الكروية التي يلعبها الفريق سواء في الاستحقاقات والمنافسات الداخلية أو الخارجية. وفي عالم الأداء الرجولي يقف “الليث” شامخاً من بين الفرق كافة التى تظهر العزيمة والإصرار والحماسة والقوة والروح المعنوية العالية، لتكون سلاح الفريق الحقيقي في تحقيق الانتصارات وحصد البطولات التي تحققت في الأعوام الماضية، وبالأمس أبدع الشبابيون في رسم لوحة جمالية من اللوحات الفنية الكروية، التى لا يرسمها إلا الكبار فقط، وذلك عندما تفننوا وتألقوا وتوهجوا في ملعب “الدرة” استاد الملك فهد الدولي في الرياض، وكسبوا مستضيفهم الهلال بثلاثية نارية كانت قابلة للزيادة، حملت إمضاء وتوقيع عبده عطيف والسعران وكماتشو، ليواصل “الليوث” الضرب بقوة في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال التي نالوا لقبها في نسختها الاولى، إذ تغلب أبناء الشباب على الوحدة بخماسية نظيفة في مستهل مشوارهم في البطولة في مقابل هدفين، وأكدوا تأهلهم في مواجهة الإياب بهدفين من دون رد، ليكون الهلال هو الضحية الجديدة لطوفان الشباب الذي التهم الأخضر واليابس في ليلة الثلاثية الرائعة. ولم يترك “شيخ الأندية السعودية” الفرصة للهلال في التقاط الأنفاس في الشوط الثاني، بعد الهدف “الأسطوري” الذي ختم به الموهوب عبده عطيف مجريات الشوط الأول، إذ باغتهم البرازيلي كماتشو بصاروخ عانق شباك الدعيع، ثم أكمل الهداف “المتجدد” عبدالعزيز السعران الحفلة الشبابية بالهدف الثالث، الذي كان أشبه بمحاضرة ميدانية للمهاجمين “الشبان” في كيفية قطع الكرة ومتابعتها وجندلة المدافعين ومخادعة حارس المرمى، لينهي لاعبو الشباب درسهم المميز في “فنون” الكرة ويؤكدوا مجدداً أنهم “مدرسة” في التعليم الكروي.