امتداداً للصفقات الكروية الرائعة والأسماء الأدائية الساطعة في سماء المستديرة التي تعاقد معها النادي في الأعوام الأخيرة، نجح شيخ الأندية السعودية نادي الشباب في التعاقد مع ساحر الكرة الليبية وصانع الألعاب الماهر في الملاعب العربية، عنوان الإبداع ومنبع الامتاع في الميادين السعودية الخضراء في المواسم الرياضية الفائتة البرنس طارق التائب (32) عاماً في صفقة كروية مميزة حظيت بضجة إعلامية واسعة في الوطن العربي، وانظم اللاعب إلى كتيبة «الليوث» بعد مفاوضات طويلة مرّت بسلسلة من التطورات المثيرة والمنعطفات الشائكة حتى حسمت الإدارة الشبابية الصفقة لمصلحة فريقها ووقعت رسمياً مع اللاعب الذي وصل إلى الرياض وزار الكيان النموذجي للمرة الأولى، وتقلد الشال الشبابي الأبيض والأسود وسط أفراح جماهيرية كبيرة باركت انضمام البرنس الليبي لشيخ الأندية السعودية. وتعرض التائب لعقوبة الإيقاف من الاتحاد الدولي الفيفا في الموسم الماضي بعد الشكوى التي تقدم بها ناديه التركي السابق غازينت سبور بحجة إخلاله في بعض بنود العقد، وكانت مدة الإيقاف أربعة أشهر وغرامة مالية قدرها 600 ألف دولار، إلا أن إدارة نادي الهلال السعودي الذي يلعب له التائب آنذاك نجحت في كسب الاستئناف الذي تقدمت به للفيفا وأجلّت قرار الإيقاف حتى الموسم الحالي، وبالتالي قضى اللاعب موسمه الأخير مع الزعيم، ثم رحل عن صفوفه بعد أن عاش معه أجمل اللحظات وذاق طعم البطولات، ليبقى اللاعب حراً في تحديد مشواره الجديد من غير ارتباط أو قيود، وينتقل بعد ذلك لفريق هلال الساحل السوداني رغبة منه في مضي فترة الإيقاف، ثم تلقى أثناء ذلك العديد من العروض الاحترافية المغرية من الأندية العربية وأبرزها الشباب السعودي والأهلي الإماراتي الذي سيشارك في بطولة العالم للأندية في نسختها الجديدة التي ستقام في أبو ظبي، إلا أن التائب اختار الشباب من بين بقية الأندية، وفضل الدوري السعودي على بقية الدوريات الكروية لأنه الأفضل والأقوى والأشهر في الوطن العربي الكبير. ويتمتع التائب المولود في 28 فبراير 1977 بترسانة رهيبة من المهارات الفنية الراقية، وفكر كروي من أعلى طراز، وذكاء ودهاء قلّما تشاهده في لاعبي العصر الحالي، ويجيد اللاعب تمرير الكرات بشكل لافت، وصناعة الهجمات من أصعب المواقع في الملعب، وتسحيب المدافعين بطرق فنية تثير حماسة وتفاعل الجماهير في المدرجات، وإحراز الأهداف الجميلة، وقد خاض التائب فترة الاحتراف الخارجي للمرة الأولى مع فريق الصفاقسي التونسي والذي انتقل منه إلى فريق غازينت سبور التركي في يوليو 2004 ، ومنه إلى الهلال السعودي في يوليو 2006 ثم هلال الساحل السوداني في يونيو 2009 ليستقر به المطاف أخيراً في الشباب السعودي أغسطس 2009 الذي سيمثله في الاستحقاقات المحلية والخارجية في الموسم الكروي الجديد. ودأب فريق الشباب في الأعوام الأخيرة على جلب أبرز وأميز نجوم الكرة الأجانب الذين أثروا الدوري السعودي بمستوياتهم الأدائية المبهرة، وتجاربهم الاحترافية الناجحة، وكانوا علامة فارقة في سماء الكرة السعودية، ومنهم الهداف الغيني غودين أترام والسنغالي محمد مانغا والعراقي نشأت أكرم والبرازيلي مارسيلو كماتشو وأخيراً الليبي طارق التائب والأنغولي أمادو فلافيو والأسترالي آدم جريفيتس الذين سيشكلون مع جيل عطيف أخوان والشمراني قوة ضاربة في الصفوف الشبابية ودعماً قوياً للألعاب الهجومية في منظومة الإبداع البيضاء ستحسب لها الأندية السعودية ألف حساب قبل مواجهتها في النزالات الكروية المقبلة.