أعلنت باكستان أمس أن أجهزتها الأمنية اعتقلت الملا عبيدالله اخوند، وزير الدفاع السابق في حركة "طالبان" الأفغانية ونائب زعيمها الملا محمد عمر، اثر عملية دهم فندق في كويتا، عاصمة ولاية بلوشستان جنوب غربي البلاد الاثنين الماضي، وشهدت توقيف أربعة آخرين من الحركة. ووصف مسؤولون في باكستان اعتقال الملا اخوند بأنه"نجاح مهم وضربة قوية لمتمردي الحركة، خصوصاً أنه يعتبر ابرز مسؤول فيها يعتقل منذ إطاحة نظامها نهاية العام 2001". ويعتبر اخوند الرجل الثالث في مجلس قيادة"طالبان"الذي يضم عشرة أعضاء. ويتولى اخوند عمليات الحركة في قندهار حيث أعلنت الحكومة الأفغانية في كانون الأول ديسمبر الماضي انه يقود نحو 400 مقاتل. وقال مصدر أمني باكستاني إن كمية كبيرة من الأموال الإيرانية ضبطت مع الوزير السابق، فيما نفى الناطق باسم"طالبان"يوسف احمدي اعتقال الملا اخوند، مؤكداً انه ما زال في أفغانستان. لكن الحركة نفت لمدة أسبوع نهاية العام الماضي، مقتل أحد قادتها البارزين الملا أختر محمد عثماني في غارة جوية أميركية، ثم عاد وتأكد مقتله. وجاءت العملية الباكستانية بعد ساعات من زيارة ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي لإسلام آباد، حيث دعا الرئيس الباكستاني برويز مشرف إلى تعزيز جهود التصدي لتسلل عناصر"طالبان"إلى أفغانستان، تمهيداً لهجوم كبير يعتزمون شنه في الربيع المقبل. وفيما تواجه واشنطن موجة تشكيك في الدور الذي تضطلع به إسلام آباد كحليفة لها في الحرب على الإرهاب، حض أعضاء في مجلس الشيوخ ليل الخميس - الجمعة الإدارة على درس وسائل التحرك العسكري ضد قواعد"القاعدة"في باكستان، في حال"عجز"الرئيس برويز مشرف عن إنهاء نشاطاتها. وطالب أعضاء ديموقراطيون وجمهوريون في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية بنتاغون بتوضيح ما إذا كان القانون الدولي يسمح للقوات الأميركية في أفغانستان بضرب مناطق في باكستان لا تسيطر عليها إسلام آباد وتستخدمها"القاعدة"مركزاً لإعادة بناء قوتها. ويسمح اتفاق ابرم بين الولاياتالمتحدةوباكستان بمهاجمة القوات الأميركية المتشددين الموالين ل"طالبان"عبر الحدود الباكستانية، في حال هاجمها متطرفون في أفغانستان أو شكلوا تهديداً وشيكاً لها. في غضون ذلك، حذر السفير الباكستاني في واشنطن محمود علي دوراني من أن الضغط الأميركي على بلاده وتهديد الكونغرس بتجميد أو وضع شروط لمنحها مساعدات تقدر ببلايين الدولارات سنوياً"سيخلق مناخاً معادياً يمكن أن يزعزع استقرار باكستان، وصولاً إلى التسبب في سقوط حكم الرئيس برويز مشرف". راجع ص 9 وأبدى دوراني قلقه من تقلص التعاون في مكافحة الإرهاب بين الولاياتالمتحدةوأفغانستانوباكستان، داعياً إلى إجراء إصلاحات في هذا المجال"الحيوي". ورأى أن "تشتت"انتباه الولاياتالمتحدة بسبب العقبات التي تواجهها قواتها في العراق جعلها تفشل في إنجاز المهمة الأمنية في أفغانستان، و"هي تبحث حالياً عن أحد لتوجيه اللوم إليه".