في سياق الاتهامات المتبادلة مع كابول في شأن التساهل مع"ارهابيين"على الحدود الافغانية - الباكستانية، امرت إسلام آباد آلافاً من اللاجئين الافغان في اقليم شمال وزيرستان القبلي الحدودي، بالمغادرة تحت طائلة اعتقالهم ومحاكمتهم بشبهة الارهاب، متهمة اياهم بدعم مقاتلي"القاعدة"و"طالبان"ضد الجيش. جاء ذلك في وقت كثّفت"طالبان"عملياتها في افغانستان، وأمر الملا محمد عمر، زعيم الحركة، بإعدام ثلاثة ألبان وألماني احتجزهم أنصاره في قندهار السبت، فيما اعتقلت القوات الأميركية 11 من مؤيديه راجع ص 10. وأشار ظهير الإسلام، مفوض الحكومة في شمال وزيرستان، الى ان الأفغان الذين لجأوا الى الاقليم منذ حقبة الغزو السوفياتي لبلادهم في الثمانينات من القرن العشرين، لم ينصاعوا لثلاثة أو اربعة أَوامر بترحيلهم صدرت العام الماضي, مشيراً الى ان"الحكومة مجبرة في الظروف الحالية، على اتخاذ إجراءات صارمة في حقهم"، علماً ان عدداً كبيراً منهم شيدوا منازل وباشروا أعمالاً في الاقليم، فيما يعمل آخرون في المزارع. ورفضت اسلام آباد الاتهامات التي وجّهت اليها بالتورط بمحاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرّض لها رئيس مجلس الأعيان الأفغاني صبغة الله مجددي أول من أمس. وأكدت ان هذه الاتهامات تندرج في اطار الضغوط التي تمارسها عليها منذ أسابيع حكومة الرئيس الافغاني حميد كارزاي"المفلسة". أما الجنرال شوكت سلطان، الناطق باسم الجيش الباكستاني، فعلق على اتهام مجددي الذي يرأس ايضاً لجنة المصالحة الأفغانية مع"طالبان"، الرئيس برويز مشرف بأنه امر بإغتياله، قائلاً:"اتهام سخيف في ظل عدم الاطلاع على نتائج التحقيق". يُذكر ان علاقة مجددي مع باكستان شهدت توتراً دائماً، اذ اتهم استخباراتها بدعم الأصوليين من أمثال قلب الدين حكمتيار وعبد رب الرسول سياف وبرهان الدين رباني ويونس خالص في الثمانينات، وقطع الإمدادات عن المجاهدين خلال معركة جلال آباد العام 1989، ووضع مخطط لتدمير السدود في افغانستان العام 1991، وفي ولاية كونار الأفغانية المحاذية لباكستان، اعتقلت قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة 11 مشتبهاً بانتمائهم الى حركة"طالبان"، غداة مقتل اربعة جنود في صفوفها في هجوم استهدف دورية تابعة لها. في المقابل، أعدمت"طالبان"أربعة رهائن بينهم ثلاثة البان وألماني رمياً بالرصاص، بعد يومين على خطفهم في ولاية قندهار الجنوبية، فيما أطلقت أربعة أفغان. وهدد قارئ يوسف أحمد، الناطق باسم"طالبان"، بقتل أي شخص يدعم الولاياتالمتحدة في أفغانستان.