توارى معظم قيادات التيار الصدري وفي مقدمهم زعيمه السيد مقتدى الصدر عن الأنظار بعد عملية نفذتها القوات الاميركية بحثاً عن بعض منهم، فيما تشهد مدينة النجف تحليقاً مكثفاً للطيران الحربي الاميركي ترافقها طائرات استطلاع. كما تنفذ القوات الأميركية حملات دهم ضد أنصار الصدر، يعتبرها هؤلاء محاولة لجرهم الى معارك جديدة. ولوحظ أن مكاتب السيد مقتدى الصدر في النجف خلت من وكلائه وقادته المعتمدين في المحافظة، في وقت تؤكد عناصر من"جيش المهدي"الجناح العسكري للتيار أنها"في حيرة من أمرها عندما تراجع مكاتب الصدر المعتادة لتوجيه أسئلة أو طلب معونة أو استفسار". وقال احسان طارق أحد افراد"جيش المهدي"في الكوفة ل"الحياة"إن"معظم القادة تواروا عن الانظار بسبب مطاردة القوات الأميركية"، لافتاً الى أن"الخطة الامنية للحكومة خُصصت لضرب جيش المهدي". وأضاف:"نطلب من قادتنا الرد والقيام بهجوم عسكري على الاميركيين، لكنهم يطلبون منا التريث في هذا الوقت وعدم الانجرار الى حرب لاستنزاف قادة تيار الصدر وقواه العسكرية". وأوضح مدير اعلام ديوان محافظة النجف أحمد دعيبل أن القوات الأميركية دهمت في وقت مبكر من صباح أول من أمس منزل السيد محمد الطباطبائي أحد مساعدي الصدر في منطقة السهلة في قضاء الكوفة، في عملية أسفرت عن مقتل اثنين من عناصر ميليشيا الصدر وجرح ثلاثة آخرين. وفي هذا الاطار، أفاد شهود أن مروحيات ومقاتلات أميركية شاركت في العملية، في حين سُمع دوي انفجارات نتيجة القصف الجوي للمنزل المذكور في ظل مقاومة شديدة. يذكر أن الطباطبائي اعتُقل أثناء معارك اندلعت بين القوات الاميركية والعراقية من جهة وبين"جيش المهدي"من جهة ثانية في آب أغسطس في محافظة النجف عام 2004، إلا أنها أطلقته بعد اشهر قليلة. وتعتبر العملية الاخيرة الثالثة من نوعها خلال هذا الشهر، إذ سبق أن دهمت القوات الاميركية منزل الشيخ عبدالرزاق النداوي في حي الجمهورية جنوب النجف والسيد عون عبد النبي في حي الحسين شرق النجف القياديين في التيار الصدري، ولكنها لم تعثر عليهما في منزليهما. وفي هذا الوقت، التزمت الادارة المدنية في محافظة النجف الصمت وتجنبت التعليق على طبيعة العمليات التي تنفذها القوات الأميركية، وإن كانت تجري بمعزل عن علم السلطة المحلية، وخصوصاً مع تسلمها الملف الأمني في المدينة خلال الاشهر الماضية. وأوضح مدير إعلام المحافظة أحمد دعيبل ل"الحياة"أنه لم يكن هناك أي تنسيق مسبق أو معلومات عن العملية التي شنتها القوات الاميركية في ساعة مبكرة من صباح أمس على منزل الطباطبائي، مشيراً إلى أن الإدارة المدنية في النجف تجري اتصالاتها مع الجانب الأميركي في خصوص خرقها اتفاق تسليم الملف الامني في المحافظة.