خرقت اشتباكات في النجف أمس هدنة أعلنت الخميس بين القوات الأميركية وأنصار الزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر جيش المهدي الذين اتهموها بانتهاك وقف النار، معترفين بمهاجمة "دورية أميركية". لكن الهدوء عاد إلى المدينة بعد انفجارات واطلاق نار، في حين اعترف الجيش الأميركي بمقتل ثلاثة من "المارينز" في الأنبار، خلال عملية ل"حفظ الاستقرار والأمن". وقتلت عراقية وطفلتها 7 سنوات حين استهدفت منزلهما خطأ قذيفتان، خلال هجوم استهدف معسكراً أميركياً في مدينة الموصل. شهدت النجف أمس اشتباكات بين القوات الأميركية و"جيش المهدي" التابع لمقتدى الصدر، وسمع دوي انفجارات واطلاق نار صباحاً، بدا أن مصدرها الجانب الشمالي للمقبرة الكبيرة في المدينة، حيث يتحصن مسلحون، وكذلك ساحة ثورة 1920 التي كانت مسرحاً لاشتباكات خلال الأسابيع القليلة الماضية. وخلت شوارع مدينة النجف من المارة بسبب خرق الهدنة، بعدما أشاعت أجواء انفراج. واتهم حاكم المدينة عدنان الظرفي "جيش المهدي" بمخالفة شروط الهدنة، وبينها اخلاء الشوارع من المسلحين واخراج العناصر المسلحة الوافدة على المدينة ووقف كل العمليات. وقال حاكم النجف: "المؤسف أنه لم تكن هناك مبادرات ايجابية من مكتب الصدر، ولا تزال الشوارع مليئة بالمسلحين، وسجلت هجمات على موظفي الدولة في الكوفة". في المقابل، حمّلت عناصر "جيش المهدي" القوات الأميركية مسؤولية القتال أمس. وقالت إن دبابات ومصفحات دخلت المدينة من الشمال، وبادرت باطلاق النار في محيط المقبرة الكبرى. وذكر مشتاق الخفاجي، المسؤول في مكتب الصدر، ان "دورية أميركية انتهكت الهدنة لدى اقترابها من النجف عبر وادي السلام شمال المقبرة" صباحاً. وزاد ان "عناصر من جيش المهدي هاجموا الدورية بقذائف آر بي جي وأرغموها على التراجع". وذكر الخفاجي أن "جيش المهدي" ملتزم "احترام الهدنة، لكنه مستعد للرد على أي انتهاك من الأميركيين، ونعتبر أن وجود دوريات أميركية خارج منطقة قاعدتهم ومكاتب المحافظ انتهاك للهدنة". وتتمركز قوات "التحالف" منذ أكثر من شهر في قاعدة على الحدود الشرقية للنجف، قرب مقر المحافظة، الذي تسيطر عليه القوات الأميركية. وأعلن "التحالف" الخميس الماضي أنه سيحترم الهدنة، لكنه سيواصل تسيير دوريات في النجف، إلى أن تتولى الشرطة العراقية السيطرة على المدينة. وتهدف الهدنة التي أعلنت ليل الأربعاء - الخميس الماضي إلى افساح المجال أمام مفاوضات بين "التحالف" ومقتدى الصدر، بعد أكثر من سبعة أسابيع من المعارك. لكنها انتهكت مرتتن في الكوفة، المدينة المجاورة للنجف، حيث أوقعت معارك الجمعة والسبت الماضيين 4 قتلى و22 جريحاً. في غضون ذلك، أعلن الجيش الأميركي في بيان صدر أمس ان ثلاثة جنود من مشاة البحرية المارينز قتلوا السبت في محافظة الأنبار، غرب العراق. وجاء في البيان العسكري أن "ثلاثة جنود من المارينز قتلوا في المعركة في 29 أيار مايو في محافظة الأنبار، فيما كانوا يشاركون في عملية لارساء الأمن والاستقرار". وجاء في بيان عسكري أميركي آخر أن جندياً قُتل وجرح تسعة آخرون بعد هجوم بقذائف "هاون" الثلثاء على قاعدة أميركية جنوببغداد. ولم يوضح البيان هل قتل الجندي أثناء الهجوم أو توفي متأثراً بجروحه. وأعلنت شرطة الموصل مقتل امرأة وطلفتها 7 سنوات في ساعة مبكرة صباح أمس، اثر سقوط قذيفتي "هاون" على منزلهما جنوبالمدينة. وأشارت إلى اطلاق قذائف باتجاه معسكر الغزلاني القريب من حي المأمون والذي توجد فيه القوات الأميركية. وروى شهود أن ست قذائف اطلقت باتجاه المعسكر وأخطأت اثنتان منها الهدف لتصيبا منزلاً في الحي، حيث قتلت المرأة والطفلة. في الوقت ذاته، نقل من مشرحة بغداد جثمانا الصحافيين اليابانيين اللذين قتلا الخميس الماضي مع مترجمهما العراقي في هجوم قرب العاصمة العراقية، استخدمت فيه قذيفة مضادة للدروع. وكان وزير الخارجية الايرلندي برايان كاون الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي، أعرب عن "صدمته" لمقتل الصحافيَين".