ازدادت الضغوط على إيران أمس في ملف البحارة البريطانيين ال15 الذين تحتجزهم، وانضمت بغداد إلى لندن في المطالبة بإطلاقهم فوراً، مشيرة الى انهم "كانوا في المياه الإقليمية العراقية"، في وقت تتعرض مصالح طهران لضغوط متزايدة على خلفية العقوبات الجديدة التي أقرها مجلس الأمن، علماً ان روسيا اكدت أن الاجراءات العقابية لا تطاول اتفاقاتها مع الجمهورية الاسلامية. ولليوم الثاني على التوالي، التقى السفير البريطاني في طهران جيفري آدامز مسؤولين في الخارجية الإيرانية، أكدوا له ان البحارة في"صحة جيدة"، بحسب ناطق في الخارجية البريطانية، أوضح ان السفير"أصر على معرفة مكان المعتقلين لإجراء اتصال قنصلي معهم والاطلاع على ما يطلبه الإيرانيون في مقابل الإفراج عنهم"راجع ص 8. واتصل وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بنظيره الإيراني منوشهر متقي وابلغه بان البحارة كانوا في المياه الإقليمية العراقية. كما أكد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير إن حكومته"على ثقة تامة"بأن أفراد القوة البحرية كانوا في المياه العراقية، مكرراً دعوته الى إطلاقهم فوراً. وأفادت معلومات أن الحكومة البريطانية أطلقت حملة اتصالات واسعة مع الدول الخليجية الصديقة، للمساعدة في الإفراج عن البحارة بسرعة. وأكد نائب وزير الخارجية الإيراني مهدي مصطفوي أن جنود البحرية البريطانية ال15 يخضعون"للاستجواب"، وأن القضية"تأخذ مجراها القانوني وعليهم تقديم توضيحات عن انتهاكهم"المياه الإقليمية الايرانية. ونفى معلومات مفادها ان ايران"تريد مبادلة البحارة البريطانيين بديبلوماسيين ايرانيين موقوفين"في أربيل شمال العراق، لدى القوات الاميركية منذ كانون الثاني يناير الماضي. وساهم تصاعد التوتر بين لندنوطهران في ارتفاع اسعار النفط، على وقع العقوبات الجديدة التي فرضها مجلس الأمن على ايران السبت، بسبب مواصلتها برنامجها النووي. ورد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد على قرار العقوبات، اذ ورد على موقعه الالكتروني ان طهران"لن توقف مشروعها النووي السلمي ولو لثانية واحدة من اجل مثل هذا القرار غير المشروع". وأوضح نجاد في مقابلة بثتها القناة الثانية الفرنسية، أن البرنامج النووي لبلاده"قانوني ويستند إلى حقوق إيران المشروعة التي لا رجعة عنها"، مؤكداً أن البرنامج"سيتواصل من دون تردد". ودعا الأوروبيين إلى عدم إتباع قرارات أميركا"الخاطئة"في شأن القضايا الدولية، خصوصاً ملف بلاده النووي. وانتقد الآليات المتبعة لدى بعض المنظمات الدولية، خصوصاً الأممالمتحدة ومجلس الأمن، معتبراً أن جذور أزمات عدة مصدرها تلك الآليات التي يجب إصلاحها. وأجرى الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا اتصالاً هاتفياً بسكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، لم ينجح خلاله الجانبان في تذليل الخلافات في وجهتي النظر، لكنهما اتفقا على متابعة الاتصالات. وأفيد ان سولانا جدد عرض الحوافز الذي قدمته الدول الست الى ايران لقاء تخليها عن برنامجها النووي. في الوقت ذاته، قال الناطق باسم الحكومة الإيرانية غلام حسين الهام ان قرار مجلس الأمن سيؤثر في تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في إطار ما يسمى"الترتيبات التكميلية"التي تقتضي أن تعلن طهران خطط بناء منشآت جديدة ذات صلة بالنشاط النووي. وحذر قائد القوات البحرية ل"الحرس الثوري"مرتضى سفاري الولاياتالمتحدة من شن أي هجوم، وقال:"إذا بدأت أميركا حرباً على إيران فلن تكون من سينهيها، ولن يسمح شعبنا بدخول جندي أميركي واحد الى بلادنا". الى ذلك أعرب البيت الأبيض عن خيبة أمله من إعلان إيران خفض تعاونها مع وكالة الطاقة، فيما رأى نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي كيسلياك ان العقوبات"يمكن العودة عنها"وهي"إشارة جديدة إلى الحكومة الإيرانية كنا نأمل بأن تُفهم بالشكل الصحيح". وزاد ان بلاده تأمل ب"ألا يعوق القرار 1747 التعاون بين موسكووطهران"، مشيراً الى ان روسيا أكدت في مجلس الأمن ان الحظر المالي المفروض على ايران، لا يتعلق بالعقود الموقعة في السابق ومصادر تمويلها. وشدد الرئيسان الروسي والصيني فلاديمير بوتين وهو جينتاو في بيان مشترك امس، على ان حل الازمة لا يتم الا بالطرق السلمية والتفاوضية، فيما نفت الخارجية الروسية أمس تقارير إعلامية عن خطة محتملة لإجلاء رعايا روس وأجانب من إيران قريباً". وأعلن سيرغي نوفيكوف الناطق باسم الوكالة الروسية للطاقة الذرية روساتوم ان ايران استأنفت تسديد مستحقاتها لروسيا المتوجبة عن بناء مفاعل"بوشهر"النووي، بعد توقف لأسابيع اثار بوادر أزمة بين البلدين.