فاز المرشح المدعوم من الأكثرية الرئاسية السابقة سيدي ولد شيخ عبدالله في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في موريتانيا بحصوله على 52.85 في المئة من الأصوات. وصرح وزير الداخلية الموريتاني محمد أحمد ولد محمد الأمين إلى الصحافيين أمس: "أُعلن سيدي ولد شيخ عبدالله رئيساً لجمهورية موريتانيا الإسلامية"، موضحاً أن منافسه أحمد ولد داداه حصل على 47.15 في المئة من الأصوات. وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 67.48 في المئة بتراجع طفيف عن المشاركة التي سجلت في الدورة الأولى التي جرت في 11 من الشهر الجاري 70 في المئة، بحسب النتائج الكاملة غير النهائية التي أعلنها الوزير. وأوضح محمد ولد الأمين انه سيتم رفع النتائج"في أسرع وقت"الى المجلس الدستوري للمصادقة النهائية عليها. وتمت العملية الانتخابية الأحد من دون حادث يذكر، وتشكل المرحلة النهائية من عملية تسليم السلطة إلى المدنيين بعد انقلاب عام 2005. ومنذ استقلال هذه المستعمرة الفرنسية السابقة عام 1960، وصل الرؤساء الى السلطة عبر انقلابات ثم أعادوا انتخاب أنفسهم في عمليات انتخابية شابها تزوير. وقال مصدر في وزارة الداخلية ان ولد عبدالله الذي تقدم الدورة الأولى بنحو 25 في المئة من الأصوات، فاز في الدورة الثانية في 11 من 13 منطقة تتألف منها البلاد. أما منافسه أحمد ولد داداه 65 عاماً المعارض العنيد لنظام الرئيس السابق معاوية ولد الطايع، فتقدم في منطقتين فقط: العاصمة نواكشوط بحوالي ستين في المئة من الأصوات ومسقط رأسه ترارزا جنوب غربي البلاد. ويؤدي الرئيس اليمين الدستورية في 19 نيسان ابريل ليخلف رئيس المجلس العسكري العقيد أعلي ولد محمد فال الذي لم يترشح للانتخابات بموجب التزاماته السابقة، وذلك لضمان حياد العملية الانتقالية الديموقراطية. ودخل ولد شيخ عبدالله 68 عاماً، وهو اقتصادي وتكنوقراطي سابق خدم في حكومات سابقة، الدورة الثانية بوصفه الأوفر حظاً من منافسه ولد داداه بعدما حصل على تأييد المرشحين اللذين احتلا المركزين الثالث والرابع في الجولة الأولى، وهما الحاكم السابق للبنك المركزي في موريتانيا زين ولد زيدان 15 في المئة ومسعود ولد بلخير نحو عشرة في المئة المتحدر من طبقة الرقيق. وكان الرقيق حُظر قانوناً عام 1981 الا ان حالات متفرقة منه لا تزال تسجل في البلاد. ويُنظر الى ولد شيخ عبدالله على انه يتمتع بتأييد أعضاء المجلس العسكري الذين تعهدوا عدم التدخل في نتيجة الانتخابات، لكن من المتوقع أن يُتابعوا أداء الرئيس الجديد. كما انه يحظى بتأييد الرئيس السابق معاوية ولد الطايع الذي أطاحه به في انقلاب عام 2005. ويتوج الانتخاب التسليم الديموقراطي للسلطة من جانب المجلس العسكري الى حكم مدني. وأشاد مراقبون دوليون بانتخابات الأحد بوصفها الأكثر حرية منذ الاستقلال عام 1960. وقالوا ان الاقتراع سار في شكل سلس ومن دون حوادث كبرى بصورة عامة. وقال داداه 64 عاماً ان ترشيحه يتيح امالاً عريضة بحدوث تغيير في البلاد التي عانت سنوات طويلة من الفقر والفساد والانقلابات والحكم الشمولي. وعانى داداه وهو من أشهر شخصيات المعارضة من النفي والسجن. وتعهد المرشحان بدعم الديموقراطية والعدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية في الدولة التي لا تزال تعاني من فقر واسع النطاق وتفتقر الى البنية الأساسية رغم ما تتمتع به من مصائد الاسماك الغنية والمعادن والنفط.