أدلى مئات الآلاف من الموريتانيين بأصواتهم في انتخابات رئاسية هادئة، يُفترض أن تنهي مرحلة انتقالية من الحكم العسكري بعد الانقلاب على الرئيس السابق معاوية ولد الطايع في آب أغسطس 2005. وأغلق 2400 مركز اقتراع مساء أمس، بعد إقبال كبير على التصويت في الانتخابات التي أكد مراقبون دوليون أنها لم تشهد خروقات، في حين رجحت السلطات أن يُحسم التنافس الرئاسي في جولة ثانية، نظراً إلى عدد المرشحين الكبير. وتعد هذه الانتخابات الأخيرة في سلسلة استحقاقات لنقل السلطة إلى المدنيين. وتعهد رئيس المجلس العسكري الحاكم العقيد أعلي ولد محمد فال بعدما أدلى بصوته تسليم السلطة إلى من يختاره الموريتانيون بين المرشحين ال19. وقال للصحافيين:"نترك السلطة مرتاحين لأننا قمنا بواجبنا. وفّينا بالتزامنا، والآن حان وقت الذهاب". وأضاف:"لن تكون هناك انقلابات عسكرية في موريتانيا بعد الآن، لأن أسباب الانقلابات المتعاقبة زالت مع نظام التناوب الديموقراطي"على السلطة. ودعا خلفه إلى"الاستمرار على الدرب". وشهدت مراكز الاقتراع إقبالاً كبيراً منذ فتحت أبوابها في السابعة صباحاً وحتى إغلاقها في السابعة مساء. واصطف الآلاف في نواكشوط أمام المراكز، فيما كان الإقبال في المدن الأخرى جيداً، على رغم أنه بدا أقل مما كان عليه في الانتخابات التشريعية والبلدية نهاية العام الماضي. ويُتوقع أن تظهر النتائج الأولية اليوم. لكن الحكومة وغالبية المرشحين توقعوا أن يرجأ الحسم إلى جولة ثانية في 25 آذار مارس الجاري، خصوصاً أنه لا يتوقع أن يفوز أي من المرشحين ال19 بأكثر من 50 في المئة من الأصوات، ما يرجح إجراء جولة إعادة بين المرشحين الفائزين بأكبر عدد من الأصوات. وتولى الإشراف على سير الاقتراع نحو 300 مراقب من منظمات دولية، بينها الاتحاد الأوروبي. وأكدت رئيسة بعثة المراقبين الأوروبيين ماري - آن ايسلر بيغين أنها لم تلاحظ أي خروقات تذكر. ونقلت عنها وكالة"فرانس برس"أن"عملية الاقتراع جرت في شكل جيد، وهناك وعي كبير لدى الجميع ولم نبلغ بأي حادث". ورأت أن هذه الانتخابات"يمكن أن تكون نموذجاً للديموقراطية يحتذى به في أفريقيا والعالم العربي". وقال مبعوث الاتحاد الأفريقي الخاص فيجاي ماكان لوكالة"رويترز"إن"موريتانيا يُمكن أن تكون نموذجاً لبقية أفريقيا. بعد 19 شهراً فقط من انقلاب، لديك مختلف مراحل الديموقراطية. إنه شيء لا يصدق ولكنه يحدث". وبين المرشحين 11 مستقلاً و8 من زعماء الأحزاب السياسية. وعلى رغم أن أنصار المرشح صالح ولد حننا تحدثوا عن"خروقات بسيطة"، فإن معظم المرشحين أشادوا بحياد الحكومة والجيش. ويعتبر سيدي ولد الشيخ عبدالله الذي يحظى بدعم التيار المستقل أكثر المرشحين حظاً، يليه زعيم"تجمع القوى الديموقراطية"أحمد ولد داداة المعارض العنيد لنظام ولد الطايع، ثم أصغر المتنافسين زين ولد زيدان الذي كان يحظى بدعم النظام السابق قبل أن يُكلّفه المجلس العسكري ملف الإصلاحات الاقتصادية.