لا يزال حبر الصحافة البريطانية يسيل مديحاً وتقريظاً بمواطنها لويس هاميلتون الذي بات أول انكليزي يصعد الى منصة التتويج في أول سباق له في بطولة العالم للفورمولا واحد منذ مواطنه مايك باركس عام 1966، وقد أطلق عليه لقب"بيكهام المقود". وحظي هاميلتون باشادة من ستيرلينغ موس أحد أبرز السائقين البريطانيين، الذي وصفه"بأنه متسابق وليس سائقاً، وهو أفضل ما شاهدت في فورمولا واحد منذ أن تابعت هذه الرياضة في الخمسينات. والمهم أنه متواضع وهذا أمر في غاية الأهمية". وأكد بطل العالم السابق النمسوي نيكي لاودا أنه لم ير في حياته"سائقاً خاض سباقه الرسمي الأول بهذه الطريقة الرائعة كما فعل هاميلتون". وكان هاميلتون 22 سنة سائق ماكلارين مرسيديس خطف الأضواء من فوز الفنلندي كيمي رايكونن على متن فيراري في سباق جائزة استراليا الكبرى الجولة الأولى من البطولة على حلبة ألبرت بارك في مدينة ملبورن، ما دفع بالمدير التنفيذي لماكلارين مرسيديس مارتن ويتمارش الى اعتبار الى انها مسألة وقت قبل أن يتوج الموهبة الجديدة بطلاً للعالم، علماً أن البرازيلي ايمرسون فيتيبالدي الذي كان في السابق أصغر سائق يتوج بطلاً للعالم، اعتبر بأن هاميلتون يستطيع أن يتعلّم الكثير من زميله بطل العالم الاسباني فرناندو الونسو، لافتاً الى أنه"اذا استطاع ان يجاري ألونسو في السباقات فأنه يستطيع التفوق على أي سائق على الحلبة". وفي تعليق له في"ذي أنديبندنت"لفت الصحافي المتخصص ديفيد تريماين الى أن هاميلتون يستطيع أن يتعلّم من ألونسو ما يجب فعله وما يمكن تجنّبه. وأشار منظمو سباق جائزة بريطانيا الكبرى المقرر في 8 تموز يوليو المقبل على حلبة سيلفرستون أن الاقبال على شراء تذاكر الحضور إرتفع بنسبة 200 في المئة بعد"تفوق"هاميلتون في أستراليا. وظهر دايمون هيل، آخر بريطاني احرز بطولة العالم 1996، الأكثر حماسة لرؤية مواطنه الشاب على الحلبة العريقة, وقال:"هاميلتون في الفريق المناسب وفي الوقت المناسب وأمامه فرص كثيرة للفوز بسباق جائزة بريطانيا", مضيفاً:"يمكنه توقع استقبال حافل على أرضه, وهو سيدخل تاريخ فورمولا واحد كأسطورة في حال فوزه هنا في مشاركته الاولي". وحلّ هاميلتون ثالثاً في ملبورن، واحتل المركز الثاني لفترة طويلة خلاله قبل ان يتنازل عنه لمصلحة زميله ألونسو في اللفات الأخيرة. وأشاد ويتمارش بأداء هاميلتون، وقال:"تعرّض لضغوطات كبيرة قبل انطلاق السباق خصوصاً من قبل الصحافة المحلية التي تابعت كل شاردة وواردة عنه"، مضيفاً"كان عليه أن يقدّم أداء جيداً في سباقه الأول واعتقد أن ما حققه فاق كل التوقعات". وأوضح ويتمارش"كل من تابع السباق أدرك بأنه أمام موهبة حقيقية ينتظرها مستقبل باهر". هكذا تبدو الآمال في الجزيرة البريطانية معقودة على هاميلتون لتكرار إنجاز مواطنه هيل. وهو لم يختر صدفة الإنضمام الى"السهم الفضي"إثر تألقه في بطولة"جي بي 2"التي تُعدّ مسرحاً لتقديم المواهب الى عالم رياضة الفئة الأولى, إذ خطط لهذا الأمر منذ سن العاشرة. ففي عام 1995, وعند مشاركته في حفلة نظمتها مجلة متخصصة لاختيار أفضل سائقي العام, إتجه بجرأة ناحية مدير ماكلارين الحالي رون دينيس مبدياً شغفه بفريقه, وذلك بعد تأثره بقيادة البطل البرازيلي الراحل أيرتون سينا. ولم يتوان عن امتلاك خوذة صفراء مخططة باللونين الأخضر والأزرق, وهي الألوان التي زيّنت خوذة سينا الذي ألهمه بطريقة غير مباشرة الى الفوز ببطولة"فورمولا 3"الأوروبية عام 2005, قبل ان ينتقل في 2006 الى"جي بي 2"التي أحرز لقبها بتميّز, ومنها الى فورمولا واحد. وأكد دينيس أنه يتوقع الكثير من هاميلتون، الذي أصبح أول سائق أسود في تاريخ رياضة الفئة الأولى، مشيراً الى أنه"يريد الفوز ولا يستسلم على الاطلاق". وقدم هاميلتون أداء مميزاً خلال التجارب التحضيرية للموسم الجديد حيث وصلت سرعته الى 170 ميلاً في الساعة على حلبة فالنسيا الاسبانية، ما دفع دينيس للقول:"ليس هناك شخص في الفريق لم يبد إعجابه بما أظهره خلال التجارب وسرعته كانت استثنائية".