قالت مصادر استخبارية اسرائيلية ان مصير مراسل "هيئة الاذاعة البريطانية" بي بي سي في قطاع غزة ألان جونستون اصبح مرتبطاً بمصير الجندي الاسرائيلي الاسير في القطاع منذ حزيران يونيو الماضي غلعاد شاليت. واضافت المصادر ذاتها ان "جيش الاسلام" وهو تنظيم فلسطيني صغير ظهر للمرة الأولى عندما شارك مقاتلون فيه مع مقاتلين من حركة "حماس" ولجان المقاومة الشعبية في خطف شاليت، يختطف جونستون، علما ان خاطفي الاخير لم يعلنوا هويتهم او مطالبهم حتى الآن. واضاف موقع"ديبكا"الاستخباري الاسرائيلي ان"جيش الاسلام"يطالب الحكومة البريطانية بالضغط على اسرائيل كي تطلق اسرى فلسطينيين معتقلين في السجون الاسرائيلية. واشار الموقع الى ان خاطفي جونستون قالوا ان"بقاءه محتجزاً لديهم قد يمتد شهوراً طويلة"اسوة بما حصل مع شاليت الذي خطف في اعقاب عملية فدائية نفذها مقاتلون من الفصائل الثلاثة المذكورة سابقاً في موقع عسكري اسرائيلي بالقرب من"كيرم شالوم"جنوب شرقي رفح في 25 حزيران يونيو قتل خلالها جنديان اسرائيليان ايضا. وذكر الموقع ان"عشرين من كبار ضباط الاستخبارات البريطانية موجودون في غزة حالياً في محاولة للاتصال مع الخاطفين والتفاوض معهم عن طريق طرف ثالث"، مضيفاً أن"الدلائل كافة تشير الى ان اطلاق جونستون لن يكون سهلاً كما كانت الحال في مرات سابقة اختطف فيها اجانب واطلقوا بعد فترة وجيزة"في اشارة الى نحو 17 مرة خطف فيها عشرات العاملين والصحافيين الاجانب في القطاع، وتم اخلاء سبيل بعضهم بعد ساعات قليلة، وبعضهم الآخر بعد أيام قليلة من دون ان يلحق بهم أي اذى. لكنّ وسطاء محليين قالوا ل"الحياة"ان هذه المعلومات غير دقيقة، وان الخاطفين لم يحددوا مطالبهم بعد. واضافوا ان السياسي يتداخل مع المحلي او العشائري في جونستون، في حين ان قضية شاليت هي قضية سياسية بامتياز. واشاروا الى ان الامور لم تتضح بعد، وانها بحاجة لمزيد من الجهد خلال الأيام المقبلة، لافتين الى ان الساعات القليلة المقبلة ستكون حاسمة في قضية جونستون. وكانت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت قالت في وقت سابق ان حكومة توني بلير تبذل جهودا جبارة لاطلاق سراح شاليت وجونستون. ووجد الموقع الاستخباري الاسرائيلي هذه التصريحات مناسبة لايجاد رابط بين القضيتين، خصوصا وانه ادعى ان"جيش الاسلام"الذي يتزعمه ممتاز دغمش يقف وراء خطف جونستون، وهو شريك في خطف شاليت. ورفض صحافي في مكتب"بي بي سي"التعقيب على هذه المعلومات، مكتفياً بالقول انه لا يوجد لدى"بي بي سي"أي معلومات حول الجهة الخاطفة ومكان احتجاز جونستون او حتى مطالب الخاطفين. لكن مدير"بي بي سي"في الشرق الاوسط سايمون ويلسون قال في مؤتمر صحافي حضره في وقت سابق ان هيئة الاذاعة البريطانية حصلت على تطمينات حول صحة جونستون وانه بخير، لكن من دون تأكيد هذه المعلومات من مصدر رسمي. وتكتفي السلطة الفلسطينية بالصمت ازاء هذه القضية، ومحاولة معالجتها بمفاوضات سرية تجريها مع الجهات الخاطفة. كما يجري وسطاء محليون شاركوا في وساطات سابقة للافراج عن مختطفين اجانب مفاوضات مماثلة.