كشفت مصادر فلسطينية ل "الحياة" أن نعوم شاليت والد الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة أبدى رغبته في لقاء قادة "جيش الإسلام" أحد الفصائل الثلاثة التي تحتجز غلعاد شاليت منذ سبعة شهور. وقالت المصادر أن شاليت الأب أجرى اتصالات مع قادة "جيش الإسلام" الفلسطيني من خلال وسطاء فلسطينيين لترتيب لقاء مع قائده ممتاز دغمش للبحث في سبل إنهاء محنة ابنه الذي أسره مقاتلون من"جيش الإسلام"وحركة"حماس"و"لجان المقاومة الشعبية"في غمار عملية فدائية نفذوها على موقع عسكري إسرائيلي شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة في 25 حزيران يونيو الماضي. وأضافت المصادر أن دغمش أبدى استعداداُ مبدئياً لترتيب لقاء لشاليت الأب والاستماع إلى مطالبه. وكانت"الحياة"كشفت في تقرير لها قبل نحو شهرين أن شاليت الأب أجرى اتصالات مماثلة لعقد لقاءات مع قادة حركتي"فتح"و"حماس"في القطاع للحصول على معلومات عن ما إذا كان ابنه على قيد الحياة أم لا، وبحث سبل إخلاء سبيله وشروط الخاطفين. ولم تتم هذه الزيارة حتى الآن بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة في القطاع، لكن محاولات حثيثة تجرى حالياً لترتيب دخوله إلى القطاع، وعقد لقاءات مع رئيس الوزراء إسماعيل هنية ووزير الخارجية الدكتور محمود الزهار حماس والمدير العام للأمن الداخلي العميد رشيد أبو شباك وعائلة أسير فلسطيني معتقل في السجون الإسرائيلية. إلى ذلك، أعلن شاليت الأب في مقابلة نادرة أجرتها معه صحيفة"الرسالة"الناطقة باسم"حماس":"أنا على استعداد أن أسلم نفسي إلى وزير الداخلية والأمن الوطني سعيد صيام وأن أبقى لديه حتى تلتزم الحكومة الإسرائيلية برئاسة أيهود أولمرت بتنفيذ المرحلة الثانية من الصفقة". وتشير المعلومات إلى موافقة"حماس"على عرض سري قدمه إليها مدير الاستخبارات المصرية عمر سليمان أثناء تأديته فريضة الحج قبل نحو أسبوعين مع قادة"حماس"وأركان الحكومة الفلسطينية. ويتضمن العرض الذي وافقت عليه حكومة أولمرت قبل أن تتراجع بذريعة أن الوقت غير مناسب إطلاق سراح 1429 أسيراً فلسطينياً على ثلاث مراحل في مقابل شاليت. ويتم بموجب المرحلة الأولى إطلاق 450 أسيراً من القادة وذوي الأحكام العالية والأطفال والنساء بالتزامن مع تسليم شاليت إلى مصر، واطلاق 500 اسير في المرحلة الثانية بالتزامن مع تسليم شاليت لإسرائيل، وإطلاق 479 أسيراً في المرحلة الثالثة بعد نحو شهرين. وأكد القيادي في"حماس"أسامة المزيني في تصريحات لوسائل إعلام محلية فلسطينية تفاصيل الصفقة التي نشرتها"الحياة". لكن شاليت الأب حمل في المقابلة التي أجرتها معه صحيفة"الرسالة"الحكومة الإسرائيلية وحركة"حماس"سوياً مسؤولية عدم إتمام الصفقة حتى الآن. وقال أن"اسرائيل وافقت أخيراً على أن تقدم حماس قائمة بأسماء الأسرى المنوي إطلاقهم، وحماس هي التي ترفض او لم تقدم حتى الآن هذه القائمة". وحول زيارته إلى غزة، ختم شاليت بالقول أن"الوضع في غزة الآن صعب، كل يوم نسمع عن خطف صحافيين وأجانب وقتل، فالوقت ليس مناسباً، لكني على اتصال دائم مع شخصيات فلسطينية مثل النائب السابق القيادي في فتح زياد أبو زياد، ووزير الأسرى السابق سفيان أبو زايدة، وأنا على استعداد لزيارة غزة لو كان هناك ما يدفع إلى الإفراج عن غلعاد".