ارتفعت الأسهم الأوروبية في أوائل التعاملات أمس مدعومة من موجة عمليات الدمج والتملّك وارتفاع الأسهم في الأسواق الآسيوية. وارتفع مؤشر "يوروفرست 300"، الرئيسي لاسهم الشركات الكبرى في أوروبا صباحاً بنسبة 0.9 في المئة، إلى 1467.94 نقطة، ودعمه ارتفاع مؤشر"داكس"الألماني بنسبة 1.1 في المئة. وكان سهم بنك"إيه بي إن أمرو"الهولندي أبرز الأسهم الأوروبية الصاعدة، إذ ارتفع بنسبة 7.6 في المئة بعد أن أفادت مصادر ان"بنك باركليز"ومصارف عدّة أخرى أجرت اتصالات بالمصرف الهولندي الأكبر في الأسابيع الماضية، بهدف بحث إمكان الاندماج معه. وارتفع سهم شركة"تي يو آي"الألمانية للسياحة حوالى 9 في المئة، بعد أن أكدت أنها اتفقت على الاندماج مع شركة"فرست تشويس البريطانية"للسياحة. كما ارتفع سهم مجموعة"ألتاديس"الفرنسية-الإسبانية للتبغ حوالى 5.9 في المئة، بعد أن رفضت عرضاً لشرائها قدمته"إمبريال توباكو"البريطانية، بحجة انه"منخفض للغاية". وفي طوكيو، ارتفع مؤشر"نيكاي"القياسي للاسهم اليابانية حوالى 1.59 في المئة أمس، متجاوزاً مستوى 17 ألف نقطة للمرة الأولى منذ 13 آذار مارس الجاري، مع صعود أسهم شركات التصدير، بعد ارتفاع الدولار أكثر من ين واحد فوق أدنى مستوياته أمس. كما وجد مؤشر"نيكاي"دعماً في انتعاش المؤشر الرئيسي للاسهم الصينية، بعد أن رفعت الصين أسعار الفائدة في مطلع الأسبوع. وأغلق"نيكاي"على 17009.55 نقطة، مرتفعاً حوالى 265.40 نقطة، بينما ارتفع مؤشر"توبكس"الأوسع نطاقاً حوالى 1.01 في المئة، إلى 1694.08 نقطة. وفي شنغهاي، لم تتأثر أسواق المال الصينية كثيراً بإعلان رفع أسعار الفائدة أول من أمس، إذ ارتفعت أسعار الأسهم وارتفع سعر صرف اليوان إلى أعلى معدلاته أمام الدولار، وارتفعت عائدات أذون الخزانة والسندات بشكل معتدل، يتراوح بين نقطتين وست نقاط أساس أمس. وأشار محللون الى ان المستثمرين واثقون من أن الزيادة على أسعار الفائدة القياسية على الإقراض والإيداع، التي بلغت 0.27 نقطة مئوية وأعلنت السبت الماضي، تحدّ تدفق الأموال على الأسواق الصينية الناجم عن النمو الاقتصادي السريع والفائض التجاري المتنامي. غير أن اقتصاديين توقعوا، في مسح أجرته وكالة"رويترز"، زيادة أخرى في أسعار الفائدة، كما توقعوا إجراءات"تقييد"أخرى قد تسبب اضطراباً في سوق الأسهم المحلية. وفي أسواق الأسهم، خفض"مؤشر شنغهاي"المركّب بنسبة 2.64 في المئة خلال الدقائق الأولى من التداول، ما أثار ارتباكاً بعد خفضه حوالى 9 في المئة في 27 شباط فبراير الماضي نتيجة شائعات بخصوص إجراءات صارمة بشأن المضاربة، ما أحدث حركة عدوى في الأسواق العالمية. لكنه عاود الارتفاع ليغلق مرتفعاً بنسبة 2.87 في المئة، إلى 3014.442 نقطة، بعد ان ارتفعت أسهم المصارف على أمل أن تسفر الزيادة في معدلات الفائدة عن ارتفاع طفيفة في هامش أرباح الإقراض. وتراجع الين الياباني إلى أدنى مستوياته في آذار الجاري أمام اليورو في بداية التعاملات الأوروبية أمس، كما تراجع أمام الدولار ليفقد مكاسبه التي حققها بعد أن رفعت الصين أسعار الفائدة، إذ شجع انتعاش الأسهم اليابانية المستثمرين على المخاطرة. ويترقب المستثمرون صدور قرارات مهمة بشأن أسعار الفائدة على الدولار من مجلس الاحتياط الفيديرالي المصرف المركزي الأميركي غداً ومن"بنك اليابان المركزي"في وقت لاحق من هذا الأسبوع. وارتفع اليورو إلى أعلى مستوى في أسبوعين ونصف الأسبوع أمام الين، إلى 156.34 ين، في حين ارتفع الدولار حوالى 0.4 في المئة إلى 117.17 ين، بعد تراجعه إلى أدنى مستوى في ثلاثة أشهر عند 115.13 ين، في وقت سابق من آذار الجاري. واستقر اليورو عند 1.3311 دولار. وارتفع سعر صرف الجنيه الإسترليني أمام اليورو والدولار، تدعمه بيانات سوق الإسكان في بريطانيا وعودة الهدوء النسبي إلى الأسواق. وأشارت البيانات إلى أن سوق الإسكان البريطانية ما زالت قوية على رغم زيادة أسعار الفائدة ثلاث مرات منذ آب أغسطس الماضي، ما قد يدعم آراء المطالبين بزيادة أسعار الفائدة فوق مستواها الحالي، البالغ 5.25 في المئة. وارتفع الجنيه الإسترليني حوالى 0.2 في المئة، إلى 1.9450 دولار. واستقر اليورو من دون تغيير على 68.47 بنس. وفي سوق العملات الأجنبية، فاجأ المصرف المركزي الصيني المتعاملين بتحديد متوسط السعر اليومي لليوان عند 7.7351 يوان للدولار، في أعلى سعر يسجله منذ ان رفعت السلطات الصينية قيمة عملتها في تموز عام 2005. وكان اليوان ارتفع لفترة قصيرة إلى 7.330 يوان للدولار، في أوائل التعاملات في بكين، مسجلاً أعلى مستوى له منذ فك ارتباطه بالدولار في تموز عام 2005، قبل ان يتراجع إلى 7.7363 يوان. وكان المركزي الصيني أبقى اليوان مستقراً في السابق بعد إجراءات نقدية مشددة لكبح المضاربة. لكن رفع أسعار الفائدة يهدد بخفض هامش أسعار الفائدة بين الصين والولايات المتحدة إلى أدنى معدلاته منذ ان رُفعت قيمة اليوان، ما من شأنه أن يجذب أموالاً جديدة إلى الصين بغرض المضاربة.