انتقد خطباء المساجد والجوامع في العراق امس القرار الاخير للكونغرس الاميركي تقسيم العراق معتبرين انه يهدف الى"تمزيق وحدة البلاد". واستنكر الشيخ محمود العيساوي، خطيب وإمام الحضرة القادرية، القرار وقال ان"العراقيين بجميع اطيافهم وأديانهم وفئاتهم يرفضون التقسيم". وأوصى العراقيين"بالرحمة في ما بينهم وان لا ينجروا الى قرارات التقسيم العرقي والطائفي". وقال ان"الجميع اخوة، ما يجمعهم اكثر مما يفرقهم". ودعا حكام العراق الى"الرحمة بالشعب واطلاق جميع المعتقلين الذين لم تثبت ادانتهم". وقال الشيخ احمد الصافي، خطيب الصحن الحسيني وممثل المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني في كربلاء ان"الاحداث الأمنية الاخيرة التي وقعت في العاصمة كانت ذات تأثير كبير في الوضع السياسي والأمني في البلاد وان ما تناقلته وسائل الإعلام حول الاستقرار الأمني في مناطق بغداد يحمل جزءاً من الصحة لكن هناك مناطق فيها ما زالت غير مستقرة". ودعا الحكومة إلى"إن تأخذ القوات الأمنية العراقية وضع الهجوم على أوكار الإرهابيين ومراكزهم بدلاً من أن تأخذ وضع الدفاع السلبي". وحذر"الجهات المعنية من ان يتداخل عمل الأجهزة الرسمية الأمنية مع بعض الجهات التي تم تسليحها في اشارة الى مجالس العشائر ما قد ي}دي إلى عواقب وخيمة"، واضاف"ان هناك مناطق في بغداد وغيرها يتبع فيها أسلوب تسليح بعض الجهات الشعبية ما يؤدي إلى تهجير جديد لمن عاد من العائلات". وعن مشروع تقسيم العراق الذي أقره الكونغرس الأميركي قال الصافي ان"هذه المشاريع مرفوضة، وهي تدعونا للتساؤل عن سبب طرحها في هذا الوقت"، وتساءل:"من دعا الآخرين للتفكير بدلاً منا؟". وتابع:"لقد أعطينا فرصة للآخرين للتدخل في شؤوننا لأننا لم نجد حلا لمشاكلنا بسب تفرقنا"، مشيداً في الوقت ذاته ب"قرار مجلس النواب رفض المشروع وكذلك ما صدر عن رئاسة الوزراء والكيانات السياسية والشعبية". وحذر من"عدم سماع ناقوس الخطر الذي دقه هذا المشروع، والذي يدعونا إلى لملمة اوضاعنا وتجاوز خلافاتنا من خلال جلسات حوار حقيقية وهادئة وصريحة للمكاشفة". من جهته انتقد الشيخ سهيل العقابي، خطيب وامام جامع المحسن في مدينة الصدر قرار الكونغرس، وقال انه"خير دليل على رغبة الاحتلال بتفتيت وحدة البلاد وتمزيق ابناء الوطن الواحد"، وتحدث عن انتشار ظاهرة اغتيال وكلاء المرجعية الدينية في كربلاء والنجف والديوانية والبصرة وقال ان"التقارير الاستخباراتية تشير الى ان المنفذين من جهة واحدة وهي الاجهزة الامنية للدولة والاتهامات الاخيرة التي وجهت الى التيار الصدري باغتيال وكلاء المراجع غير صحيحة". وانتقد الشيخ علي العبودي، خطيب وامام المدرسة الخالصية"تأييد بعض الاطراف لقرار الكونغرس الاميركي". وقال:"هناك جهات متعاطفة مع القرار وكشفت عن مواقفها تلك بين تصريح وتلميح"، مؤكداً ان"هذه الحالة مرفوضة وليس من حق اي دولة ان تقرر بدلاً من العراق". وقال صدر الدين القبانجي، إمام وخطيب الجمعة في النجف لمناسبة يوم القدس العالمي"نحيي ذكرى القدس لأنها اولى القبلتين وتعاطفنا مع هذا اليوم هو تعاطفنا مع الاسلام فالقدس ليست للعرب وحدهم او للايرانيين او للسنة او للشيعة بل قبلة المسلمين جميعا بكل مكوناتهم". واشار الى مؤسس الجمهورية الاسلامية الايرانية بالقول"الامام الخميني الذي دعا الى هذا اليوم هو من أسس مفخرة أول دولة اسلامية في العصر الحديث ... هذا الرجل العظيم رفع رأس الشيعة في العالم، ورفع رأس المسلمين".