انتقد خطباء الجمعة لقاء رئيس الوزراء نوري المالكي والرئيس جورج بوش، معتبرين انه يعبر"عن سير الحكومة في المخطط الأميركي المرسوم للبلاد". وحذر الشيخ مهدي الكربلائي ممثل المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني من تصعيد العنف الطائفي في البلاد. وحمل الشيخ عبد الزهر السويعدي، خطيب وإمام جامع الحسن في مدينة الصدر، الحكومة الاميركية مسؤولية الفتن السياسية والأمنية في البلدان العربية. وقال ان"محور الصراع الدائر في الشرق الاوسط ناتج عن سياسة أميركا في هذه المنطقة"، كما حمل حكومة المالكي مسؤولية التدهور، وقال ان"الحكومة العراقية وصلت الى ما وصلت اليه من الأخطاء الفادحة بسبب رجوعها الى الادارة الاميركية السيئة في كل شيء وعدم الأخذ بالاعتبار ارادة الشعب". واضاف"ليعلم السياسيون ان انتخابهم تم وفق ارادة الشعب وكل من تجاوز هذه الإرادة خاسر، واذا لم تقف الحكومة الى جانب شعبها وارتضت السير في المخطط الاميركي فإن الشعب سينبذها". واصفاً لقاء بوش - المالكي في عمان بأنه"انعطافة خطيرة في توجه الحكومة السياسي والديني والاخلاقي"، محملاً الادارة الاميركية مسؤولية"سفك الدم العراقي وإثارة النعرات الطائفية بين المسلمين". ووجه عتاباً الى الشيخ حارث الضاري، الأمين العام ل"هيئة علماء المسلمين"، لأنه"لم يستجب إلى نداء السيد مقتدى الصدر في اصدار فتوى تحرم الدم الشيعي". وقال الشيخ علي الجبوري، خطيب المدرسة الخالصية، إن لقاء المالكي - بوش"أبعد الحكومة عن الشارع العراقي، ولن يغير شيئاً في الأزمة السياسية والأمنية في البلاد". وانتقد عمليات القصف بقذائف الهاون"التي تطاول الأحياء السكنية في بغداد"، وقال ان"عملية القتل والتهجير الطائفي التي بدأت في اطراف العاصمة بعدما غذتها السياسة الأميركية تطورت لتصل الى قلبها وباتت أحياؤها تتبادل القصف بشكل يومي". وناشد القوى السياسية تبني مشروع"من شأنه ان يساعد في حقن الدم العراقي، لا سيما مؤتمر رجال الدين المقرر عقده في دمشق"، مشيراً الى ان"فشل مؤتمرات المصالحة الوطنية السابقة وعدم الالتزام بوثيقة مكة ناتجان عن رفض القوى السياسية التنازل عن اجندتها وتفضيل مصالحها الشخصية على المصالح العامة". وفي كربلاء، حذر ممثل السيستاني الشيخ مهدي الكربلائي من مغبة"تصعيد العنف الطائفي في البلاد"، وقال انه"يمثل خسارة لجميع الأطراف السياسية والدينية، ويؤول الى تقويض التعايش السلمي بين الشيعة والسنّة، لا سيما أن هذا التعايش يمثل دعامة أساسية لقوة الشعب وللإسلام، وهو الآن مهدد بالضياع". ووجه نداء إلى"جميع العراقيين من ابناء الطائفتين"، ودعاهم إلى"ضرورة الحفاظ على الاخوة في ما بينهم، لا سيما في مدن بغداد وديالى"، التي قال انها"يجب ان تبقى ملكاً لجميع العراقيين وتعبر عن مدى التعايش بينهم". ووصف الشيخ صدر الدين القبانجي، القيادي في"المجلس الأعلى للثورة الإسلامية"في مدينة النجف، اللقاءات التي تمت بين الرئيس العراقي جلال طالباني ومسؤولين ايرانيين من جهة، ولقاء عمان بين بوش والمالكي، بأنها"لقاءات ساخنة". وقال:"بالنسة إلينا الأمر أصبح واضحاً، وهو ان ما يجري في العراق ليس حرباً أهلية، بل في الحقيقة حرب خارجية أرضها العراق، وهي حسب تعبيرنا معركة حبايب يدعمها الأجانب ولدينا الدليل".