قرر وزراء النفط في منظمة "أوبك"، خلال اجتماعهم في فيينا أمس، تجميد الانتاج الحالي بلا تعديل، والاستمرار في العمل بموجب الاتفاق الانتاجي الذي أقر في اجتماعهم السابق ابوجا. وأكد الوزراء أن النشاط الاقتصادي هذه السنة سيبقى صلباً، رغم أنه أضعف مما كان عليه في العام الماضي. وقرروا عقد اجتماعهم العادي المقبل في فيينا في 11 أيلول سبتمبر وعقد اجتماع استثنائي في أبوظبي في 5 كانون الأول ديسمبر المقبل. ونقلت وكالة"رويترز"عن مندوب لدى"أوبك"، على هامش اجتماع فيينا، ان الوزراء يبحثون في موعد في النصف الثاني من تشرين الثاني نوفمبر المقبل لعقد قمة في الرياض لرؤساء الدول الاعضاء في المنظمة النفطية. وقال المندوب ان وزراء المنظمة سيعقدون اجتماعاً في 11 ايلول المقبل، لكنهم لم يتفقوا على عقد مؤتمر قبل ذلك. وقررت"أوبك"الاستمرار في مراقبة السوق النفطية للتأكد من استقرارها. وقال وزير النفط القطري عبدالله العطية ل"الحياة"إن المؤتمر خوّل رئيس"أوبك"الدعوة الى عقد اجتماع استثنائي في حزيران يونيو المقبل، إذا ارتأى ذلك. وقدرت مصادر الصناعة النفطية انتاج الدول العشر في"أوبك"ب26.5 مليون برميل يوميا، وانتاج العراق 1.7 مليون وانتاج أنغولا، العضو الجديد في المنظمة، 1.5 مليون، وهما خارج نظام الحصص المعتمد في المنظمة. ويذكر أن أكبر دولة منتجة في"أوبك"، وهي السعودية، خفضت انتاجها منذ آب اغسطس الماضي من 9.2 مليون برميل في اليوم إلى 8.6 مليون، تماشياً مع أوضاع السوق. وكان رئيس"أوبك"وزير النفط الإماراتي محمد بن ظاعن الهاملي قال في افتتاح المؤتمر إن سعر سلة"أوبك"منذ اجتماع أبوجا في 14 كانون الأول شهد انخفاضاً بمعدل 10 دولارات للبرميل خلال شهر، ما يمثل 15 في المئة من السعر. واضاف ان السعر استمر في الانخفاض لفترة قصيرة، إلا أنه ارتفع تدريجاً إلى المستوى الذي كان فيه قبل ثلاثة شهور. وذكر أنه في 15 كانون الثاني يناير انخفض سعر سلة"أوبك"إلى أدنى مستوياته منذ 20 شهراً، إذ وصل إلى 47.92 دولار للبرميل. لكن الهاملي أشار الى أن مجموعة عوامل ساهمت منذ نهاية كانون الثاني في تحسين الأسعار، ومنها الشتاء البارد في أميركا الشمالية وخطط إعادة ملء الاحتياط النفطي الاستراتيجي والتوترات الجيوسياسية والنقص في المصافي. وتابع أن"أوبك"تريد أسعاراً مستقرة ومقبولة من المنتجين والمستهلكين، وأنها تراقب التطورات في أسواق الأسهم العالمية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، خصوصاً على الطلب على النفط. وأعرب عن قلق ازاء الضعف المستمر للدولار مقابل باقي العملات، خصوصاً اليورو والجنيه الاسترليني، لأن ذلك له تأثير مهم على القوة الشرائية للدول المنتجة النامية في مختلف أنحاء العالم. إلى ذلك، أعربت مصادر في عدد من الشركات النفطية العالمية عن قناعتها بضرورة رفع"أوبك"لمستوى انتاجها، توقعاً لزيادة في الطلب على النفط، خصوصاً لتجنب ارتفاع كبير في الاسعار. لكن وزراء"أوبك"يؤكدون أن الارتفاع هو في الطلب على وقود السيارات، لأن المصافي في أميركا تعاني من محدودية طاقتها. وقال بعض المصادر في"أوبك"إنه ينبغي مراقبة السوق بحذر، خصوصاً إذا تبلورت توقعات وزير الخزانة الأميركي السابق آلان غرينسبان لركود اقتصادي في الولاياتالمتحدة، ما قد يسفر عن انخفاض في الطلب.