بدأت في ميلانو أمس محاكمة رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو بيرلوسكوني ومحاميه السابق البريطاني ديفيد ميلز بتهمة الفساد. وبيرلوسكوني 70 سنة متهم بأنه دفع لميلز 600 ألف دولار مقابل شهادات زور أمام القضاء في قضيتين تعودان إلى نهاية التسعينات. ويمكن أن يحكم عليهما بالسجن أربع سنوات إلى 12 سنة في حال دينا. وانبثقت القضية من أخرى اتهمت فيها النيابة العامة بيرلوسكوني بالتهرب الضريبي وتقديم أرقام خاطئة واستغلال ممتلكات اجتماعية وتبييض أموال عند شراء مجموعة "ميدياسيت" التي تملكها أسرته، حقوق بث أفلام أميركية. واعترف ميلز 62 سنة أولاً بتلقي الأموال، لكن تعبيراً عن"الامتنان"لعمله، ثم تراجع ليؤكد أن المبلغ دفعه له مالك أحواض السفن الإيطالي ديغو أتاناسيو. وأثارت القضية جدلاً كبيراً في بريطانيا أيضاً لأن ميلز كان زوج تيسا جويل وزيرة الثقافة في حكومة رئيس الوزراء توني بلير، وانفصلا السنة الماضية. كما يواجه بيرلوسكوني، أغنى رجل في إيطاليا بثروة قدرت بأحد عشر بليون دولار في 2006، القضاء الإسباني الذي يتهمه بالتهرب الضريبي في قضية مرتبطة بشبكة التلفزيون"تيليثينكو". جاء ذلك بينما قبضت الشرطة الإيطالية على المصور الفضائحي الشهير فابريتسيو كورونا بتهمة استغلال الصور التي يلتقطها لشخصيات اجتماعية لابتزازهم. وتشير مصادر إعلامية إلى أن بيرلوسكوني"دفع مبلغ 20 ألف يورو مقابل منع تداول صورة تخص ابنته باربرا". كما أصدر القاضي آلبيرتو يانّوتسو أوامر باعتقال 17 شخصاً أتهموا "بتأسيس شبكة تتولى عمليات الابتزاز وتشغيل الأموال المتقاضاة عنها"، من بين ضحاياها لاعبو كرة قدم، يتقدمهم نجم المنتخب الوطني ونادي ميلان آلبرتو جيلاردينو. وتوصل قاضي التحقيق هنري جون وودكوك إلى استنتاجاته بعد التحقيق في ملفات فضائح ولي عهد إيطاليا السابق فيتّوريو إيمانويلي دي سافويا الذي انتهى إلى السجن الصيف الماضي. وأظهرت أشرطة تنصت أن عدداً كبيراً من نجوم الكرة الإيطالية وقعوا في شباكها، منهم فرانتشيسكو توتّي وبوبو فييري والبرازيلي أدريانو والنجم الفرنسي تريزيغي الذي تؤكد المصادر ذاتها أنه"دفع 20 ألف يورو لمنع تداول صورة له اعتبرها غير محببة".