الذاكرة المصرية للسيارات تختلف عن مثيلاتها في العالم إذ لا ترتبط أسماء السيارات برقم معين أو فئة معينة، إنما يفضل المصريون أن يطلقوا أسماء المشاهير على السلع ومنها السيارات، وتعكس المسميات دلالات معينة من حيث أهمية السلعة أو قيمتها، بحسب الاسم المختار لها. والسيارات المرسيدس كانت ولا تزال أكثر السيارات التي تطلق عليها أسماء على خلاف بقية السيارات. فهناك سيارة سُميت ب"عيون صفية"نسبة الى الفنانة صفية العمري، وهناك أسماء كثيرة تطلق على تلك السيارة، ومنها"البودرة"الذي كان يطلق على نوع من"المرسيدس"عُرف عنه أنه يكون مع تجار المخدرات. وهناك سيارات أخرى سميت"الشبح"نظراً الى تميزها وقت رواجها بالسرعة العالية واللون الأسود، فعرف عنها بأنها السيارة الشبح. أما البغلة والخنزيرة والتمساحة، وهي المسميات التي يطلقها أبناء سيناء على سياراتهم من نوع المرسيدس، فلا أحد يعرف حتى الآن سبباً لتسمية السيارات على أسماء تلك الحيوانات. واللافت أن معظم السيارات المرسيدس التي دخلت شمال سيناء كانت أثناء فترة الاحتلال الإسرائيلي بعد هزيمة حزيران يونيو 1967، وما زالت السيارات تعمل حتى الآن محافظة على صدارتها في مواجهة السيارات الحديثة التي بدأت في الظهور. وتختلف أنواع السيارات، فالسيارة من فئة الأربعة ركاب من دون السائق تستخدم داخل سيناء كسيارات أجرة عادية داخل المدن، لكن السيارات من فئة السبعة ركاب من دون السائق تستخدم بين المحافظات فقط وليس داخل سيناء. وعلى خلاف تصنيف عدد الركاب فهناك تصنيف آخر هو السيارات المستخدمة في الرحلات، فسيارة"البغلة"على سبيل المثال تستخدم في المسافات الصغيرة فقط ويقتصر استخدامها أحياناً داخل محافظة شمال سيناء بين المدن. أما السيارة"الخنزيرة"فهي تستخدم على خط العريش - قنطرة، والعريش - الإسماعيلية وأحياناً إلى القاهرة، السيارة"التمساحة"تستخدم في المسافات الطويلة وغالباً بين العريشوالقاهرة، إذ تبلغ المسافة أكثر من 400 كلم. ويقول مصطفى 43 سنة وهو سائق على سيارة من فئة"السبعة ركاب"، إن سيارته دخلت سيناء للمرة الاولى مع الاحتلال الإسرائيلي الذي سمح للسكان باستيرادها، وسرعان ما أثبتت هذه السيارات كفاءة عالية جعلتها المفضلة لدى الجميع، وحافظت على ريادتها حتى مع ظهور"البيجو"من فئة السبعة ركاب آخر السبعينات واوائل الثمانينات من القرن الماضي. وأضاف:"إن أكثر ما يميزها أنها تعمل بالسولار الديزل وتتحمل أكثر من السيارات الأخرى، إضافة إلى أن قطع الغيار عمرها طويل. وهي بحسب مصطفى"حمالة أسِيَّة"أي تعيش طويلاً وتتحمل الكثير، وليست مثل السيارات الحديثة الغالية الثمن ولا تتحمل كثيراً.