ما أن تراهما من الأمام حتى تعتقد أنهما مرسيدس من فئة سي الجديدة، لكن الواقع أنهما طرازان جديدان من فئتي الكوبيه والستايشن واغن من الجيل الجديد من فئة سي التي تخلت عن مبدأ صغيرة العائلة في ظل وجود الفئة أيه، وتحولت سيارة عائلية متوسطة صغيرة تتحلى بمواصفات السيارات الناضجة، يدعمها أنها متوافرة بمجموعة شبه متكاملة لا ينقصها شيء، إذ تضم أيضاً فئة رياضية تحمل توقيع الشريك أيه ام جي. يوم قدمت مرسيدس سيارتها الصغيرة 190، مطلع ثمانينات القرن الفائت، وبالتحديد عام 1983، تساءل كثر عن السبب الذي يمنعها من صنع فئتي كوبيه وستايشن واغن من من فئة مولودتها الجديدة يومها. لكن ثمة من لم يكن يعي أن مرسيدس تصنع سيارات للنخبة فقط، وأن مجرد صنعها سيارة صغيرة نوع من التضحية. أما اليوم، وبعدما عملت الشركة الألمانية العريقة على تغيير صورتها الى صانع يوفر سيارات بجودة عالية من كل الفئات والمجموعات، عبر تقديمها سيارة من فئة الميني فان فئة أيه وأخرى أدرجت في لائحة سيارات الدفع الرباعي فئة ام، إضافةً الى سيارة من فئة الرودستر الصغيرة اس، ال، كاي وأخرى كوبيه سوبر - رياضية سي، ال، كاي جي، تي ، آر، عملت مرسيدس على دعم صورتها الجديدة عبر شرائها شركة أيه، ام، جي الشهيرة على صعيد تعديل سياراتها، في وقت ابتكرت لنفسها صورة رياضية عالمية عبر دخولها ساحات بطولة العالم للفورمولا واحد مع فريق ماكلارين، ففازت بعدد كبير من السباقات والبطولات. وبعدما بدأت الشركة الألمانية بتجديد أسطولها من السيارات بدءاً بالفئة إي عام 1995 ومن ثم الفئة اس عام 1998، قدمت خلال العام الماضي الجيل الجديد من سيارتها العائلية الصغيرة فئة سي التي اعتمدت لنفسها شكلاً مصغراً من شقيقتها الكبرى فئة اس والتي نمت من سيارة عائلية صغيرة الى أخرى عائلية متوسطة صغيرة. ومع التبدل الجذري في صورتها، وفي سبيل إكمال مجموعتها من السيارات، كان لا بد لمرسيدس من دخول قطاعين مهمين لم تكن غزتهما قبلاً، أولهما نادي السيارات الرياضية الصغيرة المدمجة الذي كان معروفاً في ما مضى باسم نادي سيارات ال جي تي آي، وهو ناد يقتطع حصة لا يستهان بها من سوق السيارات العالمية، وبالأخص الأوروبية حيث سوق مرسيدس الرئيسية. أما ثانيهما، فهو قطاع السيارة العائلية المتوسطة الصغيرة من فئة الستايشن واغن الذي يلقى اهتماماً بالغاً من أصحاب العائلات. وفي هذا الإطار، قدمت مرسيدس سيارتين جديدتين حملت الأولى تسمية فئة سي سبور كوبيه، وهي كما يدل اسمها طراز كوبيه من الفئة سي. أما الثانية التي أطلقت عليها شركتها اسم فئة سي استايت، فهي طراز ستايشن واغن من الفئة سي. ملامح مرسيدس فيهما قبل الدخول في تفاصيل سيارتي مرسيدس هاتين، لا يمكن أن نمر مرور الكرام قرب مقصورة ركابهما، خصوصاً أن من يرى داخل سبور كوبيه يفاجأ. فعندما تقترب من إحدى سيارات الكوبيه، تراودك دوماً فكرة محددة هي أن السيارة التي أنت على وشك دخوليها، هي أساساً سيارة صغيرة. فمعظم سيارات هذه الفئة تتصف برحابة مقبولة في الجزء الأمامي من المقصورة، في وقت تأتي هذه الرحابة على حساب أولئك الجالسين في الخلف والذين لا يحصلون على مساحات كافية، خصوصاً أن ميلان الجزء الخلفي من سقف السيارة يخفض عادةً من المسافات المخصصة للرؤوس. أضف إلى ذلك أن معظم الصانعين يستغلون أسفل المقعد الخلفي لوضع خزان الوقود لإبعاده عن الصدمات. ولكن مع سبور كوبيه الجديدة ستفاجأ بالتأكيد. فالمساحة المخصصة للجالسين في الخلف أكثر من مقبولة، ما يعني أن هذه السيارة تعد حلاً مثالياً أيضاً لأصحاب العائلات الراغبين في سيارة بملامح رياضية. وهذه الرحابة لم تأت على حساب الجالسين في الأمام، فهؤلاء مثل الجالسين في الخلف، سيتمتعون مع سبور كوبيه الجديدة وشقيقتها الستايشن واغن بمساحات كبيرة تدعمها مجالات رؤية واسعة تزيد من الاحساس برحابة السيارة. ويمكن رد هذه الرحابة إلى السقف الزجاج في سبور كوبيه والى الاستغلال "الذكي" لكل مليمتر من المقصورة، في كل من سبور كوبيه وستايشن واغن. فقد استغل قسم التصميم هذه المساحات إلى أبعد الحدود، مؤمناً مقصورة ركاب يمكن وصفها بأنها مقصورة سيارة سيدان من الحجم المتوسط، يسهل دخول الجزء الخلفي منها والخروج منه. لتبقى النواحي السلبية محصورة في عدد ضئيل جداً من العناصر، شأن مفاتيح تشغيل مكيف الهواء المثبتة في أسفل الكونسول الأوسط مباشرة أمام مقبض علبة التروس، والتي بدت بعيدة من متناول يد السائق. لوحة قيادة مرسيدس إلى الرحابة، تتميز المقصورة بلوحة قيادة حافظت على "روحية" مرسيدس أو بالأصح على تقاليدها. فتجويف العدادات يحتوي عدادات كبيرة وسهلة القراءة، وهي توفر كل المعلومات الحيوية التي يحتاج اليها السائق. أما الكونسول الأوسط، فيأخذ لنفسه وضعية وسطى نافرة فيمكن السائق الوصول إلى معظم مفاتيحه في سهولة بالغة، ومن دون الحاجة إلى رفع النظر عن الطريق. ولا يمكن أن ننسى وضعية القيادة المثالية التي تتصف بها هذه السيارة والتي يمكن معها تحريك مقعد السائق في كل الاتجاهات والمقود يتحرك عمودياً وأفقياً لتأمين أفضل وضعية قيادة. ومن ناحية أخرى، لا يمكن إغفال الجيوب المنتشرة في أرجاء المقصورة والتي يمكنها استيعاب عدد كبير من الحاجات الصغيرة. وفي هذا الصدد، نشير إلى أن لوحة القيادة التي اعتمدت لوناً واحداً، تتوافر مع كونسول أوسط مبطن بلون معدن يشابه شكل الكفلار أو الألومنيوم، وهو تجهيز قياسي كما في نظام "أسيست" الذي يدرس أسلوب قيادة سائقي السيارة ويراقب معطيات المحرك ليحدد بعدها موعد الصيانة الدورية التالية، وأجهزة منع انغلاق المكابح أيه، بي، اس ومساعدة المكابح والتحكم الإلكتروني بالتماسك إي، بي، اس وأكياس الهواء وستائره المنتشرة في الأمام والخلف الأمامية تعمل على مراحل تبعاً لقوة الصدمة والقفل المركزي والمرايا الخارجية الكهربائية المدفأة والنوافذ الكهربائية والمصابيح الإضافية المخصصة للضباب والعجلات المعدن الرياضية الخفيفة والمقاعد الكهربائية وجهاز الراديو كاسيت المتطور والمتوافر مع جهاز لتشغيل الأسطوانات المدمجة، ومكيف الهواء الأوتوماتيكي، وأحزمة الأمان ذات قدرة الشد التدريجي ونظام تصليح الاطارات المثقوبة تاير فيت الذي يقوم على منفاخ كهربائي وقارورة صغيرة يمكن وصلها بالإطار المثقوب وتلحيمه، إضافةً الى علبة التروس اليدوية ذات النسب الست الأمامية الخ... مجموعة غنية من المحركات مع تقديمها سيارتيها الجديدتين هاتين، قررت مرسيدس أن تضع في تصرف سبور كوبيه أربعة محركات تعتمد جميعاً تقنية الأسطوانات الأربع المتتالية ويعمل واحد منها بالديزل وهو بسعة 2148 سم3 ويوفر 143 حصاناً. أما المحركات الثلاثة الباقية، فتعمل على البنزين وهي بسعة 2.0 ليتر وقدرة 129 حصاناً ترتفع الى 163 حصاناً مع المحرك نفسه، ولكن بعد تزويده ضاغطاً حجمياً كومبرسور. أما المحرك الثالث، فبسعة 2.3 ليتر وقد زود ضاغطاً حجمياً رفع قدرته الى 197 حصاناً. أما طراز الستايشن واغن، فيتوافر بسبعة محركات، منها أربعة عاملة بالبنزين، تبدأ بمحرك الليترين والقائم على أربع أسطوانات متتالية ليولد 129 حصاناً و163 على التوالي وتمر بمحرك من فئة الأسطوانات الست على شكل 7، سعة 2.6 ليتر وقدرة 170 حصاناً ترتفع الى 218 حصاناً مع محرك ال 3.2 ليتر الموزعة على ست أسطوانات على شكل 7. أما محركات الديزل، فاثنان منها يتألفان من 4 أسطوانات متتالية، سعة 2.2 ليتر ويولدان 116 و143 حصاناً على التوالي، فيما يعتمد المحرك الثالث مبدأ الأسطوانات الخمس المتتالية، سعة 2.7 ليتر بقدرة تصل الى 170 حصاناً. وتنتقل قدرات كل هذه المحركات الى العجلات الخلفية الدافعة عبر علبة تروس يدوية من ست نسب أمامية متزامنة تتوافر أيضاً بفئة أوتوماتيكية من خمس نسب أو أخرى تعاقبية تطلق عليها مرسيدس تسمية "سيكوينترونيك". ثبات هائل أدر محرك إحدى السيارتين، حتى لو كان من فئة الديزل، تكتشف على الفور مدى نعومة عمله، وربما عليك في بعض الأحيان أن تنظر إلى عداد دوران المحرك لتتأكد هل يعمل أم لا. انطلق واتجه الى الطرق الجبلية الملتوية، تفاجأ بمدى الثبات الذي تتمتع به كل من سبور كوبيه وستايشن واغن اللتين أبدتا تماسكاً مذهلاً على المنعطفات القاسية، الأمر الذي يشجع سائقهما على الضغط بقوة على دواسة التسارع. حينها ستفاجأ من جديد بعدم تأثر التماسك. فالسيارة ملتصقة بالأرض في شكل غريب، ما قد يضطر السائق أحياناً إلى استعمال مكبح اليد لجعلها تنزلق في المنعطفات. أما السبب، فيعود إلى كفاية عمل جهاز إي اس بي للتحكم الإلكتروني بالتماسك، والذي يتدخل عند الحاجة لمنع انزلاق السيارة وتصحيح خط سيرها. ولا يمكن إغفال دور التعليق المتطور الذي يسهم في رفع نسبة التماسك مع الطريق، خصوصاً أنه يعتمد مصاصات صدمات تعمل بضغط الغاز، وتتميز بقساوتها التي تنعكس مزيداً من الثبات. وهذا الأخير، الذي قد يجد البعض أنه قد يأتي نوعاً ما على حساب راحة التعليق، كان من أولويات مرسيدس التي لا تقبل المساومة عندما يتعلق الأمر بسلامة سياراتها. وفي هذا السياق، نشير الى أن التعليق الأمامي يقوم في كلتا السيارتين على قائمة ماكفرسون الانضغاطية المدعومة بوصلات ثلاثية على شكل حرف أيه باللاتينية مع قضيب مقاوم للانحناء والغوص. أما في الخلف، فقد ارتأت مرسيدس اعتماد مبدأ الوصلات المتعددة مع قضيب مقاوم للانحناء ونظام للتحكم بارتفاع السيارة وبالقوى الجانبية التي تتعرض لها في المنعطفات. [email protected]