ذات مرة وجدت نفسي أمام أحد مكاتب تأجير السيارات في حي الجامعة بجدة .. وداخل المكتب تداعت إلى ذهني فكرة أن أخرج بشيء يصلح أن يكون مادة صحافية .. حتى ولو كان مادة خفيفة ... وبدأت أتحدث مع موظف المكتب حول نوعية السيارات المطروحة للتأجير .. وأسعارها ، وشروط التأجير .. وعرفت أن السيارات " الصغيرة " جداً .. أو " الشعبية " طبقاً لوصف الزميل "محمد الفايدي" يكون ثمن التأجير اليومي لها 90 ريالاً .. ثم تتدرج الأسعار صعوداً ، حسب زيادة حجم السيارة ، ونوعيتها ، وفخامتها لتصل إلى " 130 " ريال في اليوم الواحد للسيارة الجمس الصالون .. وتقفز إلى "1500" ريال يومياً لسيارة ال (BMW) غير أن ما لفت نظري أكثر من كل هذا , هو تلك الأسماء التي صار الناس يطلقونها على بعض الطرازات والسيارات .. وهو أمر جدير بإثارة الاهتمام .. حيث عرفت أن هناك فئة كبيرة من الناس تعطي السيارة المرسيدس 320 اسم " فياغرا " .. أما السيارة اللاند كروزر صالون فإن أسمها الشعبي المتداول هو " ليلى علوي" .. بينما السيارة ال ( 745 BWM ) فإن اسمها الشعبي هو " الحوت ".. ومؤخراً فإن هناك من صار يطلق على السيارة " الفورد كراون " اسم " البطة " . وفيما كنت استمع إلى هذه المسميات الغريبة والمثيرة لبعض أنواع السيارات .. تداعت إلى ذهني حكاية أسماء ومسميات السيارات قديماً وحديثاً .. فهناك كثيرون يطلقون على سيارة " الوانيت " مسمى " العراوي " .. أما لماذا كان اسم " الونيت " أساساً .. ومن أين جاء هذا الاسم فإن هذه قصة أخرى قرأتها ذات مرة ، وعجبت لها.. ولا بأس من أن أوردها هنا نظراً لطرافتها !. القصة في حقيقة الأمر قادمة من المنطقة الشرقية , وتحديداً من الظهران .. عندما كانت بدايات إنتاج النفط السعودي بعد اكتشاف أول حقل بترول هناك سنة 1938.. حيث كانت شركة " أرامكو" تحتاج إلى بعض العمال السعوديين .. وكان هؤلاء ينتظرون سيارة الشركة ، التي تحملهم صباحاً من نقاط تجمع معينة على الشوارع الرئيسية إلى حيث مكان العمل !. السيارة التي كانت تقلهم كانت " عربة نصف نقل " مكتوب عليها الرقم " 18 " ولأن العاملين في معظمهم حينذاك ب " أرامكو " كانوا أجانب .. فقد كانت اللغة الانجليزية هي السائدة .. بل هي اللغة الوحيدة تقريباً .. ولذلك فقد كان يطلق على سيارة تجميع العمال تلك اسم " ون - أيت " وتعني بالإنجليزية الرقم " 18 " .. وكانت هذه السيارة كلما أشرفت من مطلع الشارع .. تنادى العمال على بعضهم " وصلت ال "ون - أيت" !! .. ليكون الجميع متأهبين لأن يستقلونها .. وصار لفظ " ونيت" منذ تلك اللحظة اسماً مرادفاً لأية سيارة من ذلك النوع من المركبات .. وشاع الاسم ، ثم انتشر لتكون كلمة " الوانيت " اسماً شعبياً تعرف به سيارات النصف نقل . أما بقية الأسماء والطرائف والحكايات عن السيارات القديمة والحديثة .. فإن الحديث عنها يطول .. وقد تأتي الفرصة من جديد لنواصل الحديث عنها .