إنها المرة الثانية التي يقع فيها الفنان منصور الرحباني بين صوتين: كارول سماحة ولطيفة. تطير الأولى فتحط الثانية أو تطير الثانية فتعود الأولى... المرة الأولى كانت في مسرحية "حكم الرعيان" التي كتبها ولحنها منصور الرحباني على اسم كارول سماحة وصوتها. اعتذرت كارول لأنها كانت في صدد الانطلاق كمغنية منفردة بعدما كانت صورتها المسرحية تحول دون تكوين موقع خاص لها بين المغنيات اللبنانيات والعربيات عبر الفيديو كليب والحفلات الخاصة. بحث منصور الرحباني عن نجمة لبنانية، فتعذّر عليه ايجادها، اختار لطيفة التي كانت تحلم بالانتماء الى أعمال فنية أكبر من ألبوم وأغان وتتمنى عملاً رحبانياً مسرحياً من ضمن خطة أو توجه كان قادها قبل حين الى السينما مع يوسف شاهين أيضاً. وافقت لطيفة، وكانت"حكم الرعيان"محطة مهمة في حياتها الفنية تحدثت عنها في الإعلام طويلاً بعد ذلك... حدث شيء من هذا القبيل أخيراً. أنجز منصور الرحباني كتابة وتلحين مسرحيته الجديدة"زنوبيا ملكة تدمر". اتصل بكارول سماحة لتلعب دور البطولة. أعجبها الدور. لكن حصل خلاف على الأجر الذي قيل ان كارول رفعته عالياً. فكر الرحباني فوراً بلطيفة. أعجبت لطيفة بالمسرحية وتم الاتفاق على أن تتولى بطولتها. أسابيع قليلة مرّت. تعذر على الرحباني تقديم المسرحية في الشهر المتفق عليه مع لطيفة، فتعذّر على لطيفة القبول بالموعد الجديد لعرض المسرحية بسبب ارتباطات سابقة. وفي شكل حبي تم فضُّ الاتفاق بين الطرفين، فلم يكن أمام الرحباني إلا الاتصال مجدداً بكارول سماحة والاتفاق معها والالتزام بدفع الأجر العالي الذي طلبته. غير أن لطيفة لم تخرج من مولد مسرحية"زنوبيا ملكة تدمر"من دون ... حمُّص. فقد طلبت من منصور الرحباني السماح لها بأداء أغنية أحبتها من المسرحية وبتسجيلها بصوتها لإدراجها في ألبوم قريب، فوافق.