حذر وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف الولاياتالمتحدة مجدداً، من عواقب نصب شبكة درع صاروخية دفاعية في شرق القارة الأوروبية، وذلك عشية افتتاح أعمال مؤتمر الأمن الدولي في مدينة ميونيخ الألمانية اليوم. وقال الوزير الروسي في مقال نشرته صحيفة "زودويتشي تسايتونغ" أمس، إن المشروع الأميركي"إشارة غير ودية"ستؤثر في العلاقات بين البلدين. وأضاف أن الخطوة الأميركية ستجبر بلاده على اتخاذ إجراءات مضادة، وحذر في الوقت نفسه من إعادة موسكو النظر في علاقتها مع حلف شمال الأطلسي. وكان الوزير الروسي أعلن الأربعاء الماضي في جلسة برلمانية حول الوضع الحالي، عزم بلاده على تحديث أسلحة الجيش بالكامل، ونشر أكثر من 50 صاروخاً عابراً للقارات من طراز"توبول إم"بحلول عام 2015. يشير الخبراء إلى أن الصواريخ الروسية الجديدة قادرة على تجاوز شبكة الدفاع الصاروخية الأميركية المزمع نصبها في شرق أوروبا. وفي المقابل، اتهم السيناتور الأميركي جون ماكين في مقال في الصحيفة ذاتها، روسيا ب"ممارسة نفوذ إمبريالي على جيرانها". يذكر أن الولاياتالمتحدة تسعى إلى نصب محطة رادار في تشيخيا ونظام دفاع صاروخي في بعض دول شرق أوروبا بدعوى مواجهة أي تهديدات محتملة من جانب إيران. في موسكو، حذرت اوساط روسية من ان"سياسة الولات المتحدة الموجهة ضد روسيا"يمكن ان تطلق مرحلة جديدة من سباق التسلح، واعتبر برلمانيون روس ان اقامة انظمة رصد وإنذار سريع قرب الحدود الروسية الشرقية ونشر مظلات دفاع صاروخية حول الاراضي الروسية،"يهدفان الى ممارسة ضغوط على روسيا وحلفائها". وأدى اعلان واشنطن عن نقل واحدة من اكبر محطات الرادار الى قرب جزيرة كامتشاكا في اقصى شرق روسيا، الى عودة الاوساط الروسية الى الحديث عن مواجهة تعيد الى الاذهان مرحلة"الحرب الباردة"، خصوصاً ان الخطوة جاءت بعد مرور وقت قصير على اعلان واشنطن نيتها نشر مظلات دفاع صاروخية في تشيخيا وبولندا. واعتبر مراقبون ان التطورات الاخيرة تعكس توجه واشنطن لفرض طوق محكم حول روسيا. وبحسب خبراء عسكريين، فإن نشر المنظومة الجديدة سيسفر عن تمكن الاميركيين من مراقبة كل الاراضي الروسية والصينية، وحذروا من"اطلاق مرحلة خطرة جديدة من سباق التسلح". خطر محتمل واللافت ان هذا الحدث تزامن مع صدور تقرير اميركي وضع روسيا على لائحة الدول التي"تشكل خطراً على الولاياتالمتحدة مثل كوريا الشمالية وايران"، ما دفع خبراء روساً الى التحذير من ان سياسة واشنطن تعني ان بلادهم اصبحت"هدفاً محتملاً"مثل دول"محور الشر". وكانت وزارة الدفاع الروسية اكدت انها لن تسمح بتهديد الامن الاستراتيجي الروسي، فيما اعلن الرئيس فلاديمير بوتين قبل ايام ان روسيا ستقوم"برد قوي وفعال جداً"على الخطوات التي تهدد امنها. واعتبر نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الفيديرالية الشيوخ فاسيلي ليخاتشوف امس، ان الحديث يدور"حول منظومة ضغط أيديولوجي وعسكري سياسي على روسيا وحلفائها". واعتبر ان الخطوات الاميركية تدفع موسكو الى القيام برد حاسم.