وقعت الولاياتالمتحدة وبولندا رسمياً الاربعاء اتفاقاً ينص على نشر جزء من الدرع الاميركية المضادة للصواريخ على الاراضي البولندية بحلول العام 2012وسط غضب وتهديدات بالرد من موسكو. واكدت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس قبل التوقيع على الاتفاق مع نظيرها البولندي رادولاف سيكروسكي في وارسو ان الاتفاق "سيساعدنا على مواجهة التهديدات الجديدة في القرن الحادي والعشرين، تهديدات صواريخ بعيدة المدى من دول مثل ايران او كوريا الشمالية". وياتي التوقيع على الاتفاق وسط تصاعد التوتر بين الولاياتالمتحدة والحلف الاطلسي من جهة وموسكو من جهة اخرى بسبب النزاع بين روسيا وجورجيا. وسعت رايس الى الدفاع عن الدرع الصاروخية وقالت ان "الدفاع الصاروخي بالتاكيد لا يستهدف احدا. ونحن نفعل هذا من اجل دفاعنا". وصرحت في وقت لاحق للصحافيين ان الدرع الصاروخية "لا تستهدف روسيا بزي شكل من الاشكال". وتعتزم الولاياتالمتحدة نشر عشرة صواريخ معترضة في بولندا اضافة الى منشأة رادار في تشيكيا المجاورة في الفترة من 2011و 2013.ورحب ميريك توبولانيك رئيس تشيكيا للصحافيين في براغ عقب اجتماع للحكومة بالتوقيع وقال "اعتبر هذا تطوراً ايجابياً (...) وانا غير متفاجئ به" وانضمت كل من تشيكيا وبولندا الى الحلف الاطلسي منذ عام 1999.وبنشر هذه العناصر من الدرع في البلدين ستكتمل الدرع الصاروخية الاميركية التي توجد اجزاء منها في الولاياتالمتحدة وغرينلاند وبريطانيا وترفض روسيا الاسباب التي تسوقها واشنطن لنشر الدرع الذي تمت الموافقة عليها من قبل كافة الدول ال 26الاعضاء في حلف شمال الاطلسي، وتقول انها تهدف الى تقويض قوة الردع النووية الروسية وتقول واشنطن ان نشر الدرع يأتي في اطار نظام للحيلولة دون التعرض لما تقول انه هجمات محتملة من دول تعتبرها "مارقة" مثل ايران وكوريا الشمالية. وقال الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي ان الاتفاق مؤشر على "التحالف الاستراتيجي" مع الدول الغربية وقال "علينا ان نتذكر ان الدول الغربية لديها قيم ومبادئ مشتركة معينة (...) علينا ان ندافع عن هذه المبادئ". من جانبها، حذرت وزارة الخارجية الروسية في بيان الاربعاء من ان نصب منظومة الصواريخ الاميركية المضادة للصواريخ في بولندا "يشجع على سباق تسلح في اوروبا وما وراء حدودها". وقالت الوزارة "مثل هذه التصرفات تؤدي الى اثارة الريبة وتدفع الى سباق التسلح في القارة وما وراء حدودها". واضافت ان نشر هذه الدرع الاميركية المضادة للصواريخ في اوروبا والتي "تنطوي على تهديد حقيقي لروسيا (...) لن يكون من شأنه على الاطلاق تحسين أمن القارة". وتابعت موسكو "رغم موقف روسيا والتطور الفعلي للوضع السياسي والعسكري في اوروبا، فان التهديد الاستراتيجي الاميركي يقترب بعناد من حدودنا". وقال البيان ايضا ان نصب الرادارات الاميركية في جمهورية تشيكيا "سيهز فعليا استقرار كامل القسم الاوروبي من بلادنا. اما الصواريخ الاعتراضية البعيدة المدى التي ستنصب في بولندا، فلن تستهدف في مستقبل قريب سوى الصواريخ البالستية الروسية العابرة للقارات". ولاحظ البيان انه "من المؤكد" ان هذا النظام مدعو الى "التوسع والتحديث"، و"ستكون (روسيا) مجبرة على التحرك، ليس فقط عبر القنوات الدبلوماسية"، منددا ب"محاولات الولاياتالمتحدة تبديل التوازن الاستراتيجي لمصلحتها". واعتبرت موسكو ان الدرع المضادة للصواريخ "ليست سوى احدى الادوات في مجموعة مشاريع عسكرية اميركية بالغة الخطورة"، تعني "تجاوز الاطار المرسوم في مجال التسلح الاستراتيجي" وخصوصا "تطوير مشاريع لنشر قوات ضاربة في الفضاء". واكدت الخارجية الروسية ان سباق التسلح "ليس خيار روسيا" التي "لا تنوي استبعاد الحوار"، لكنها ستطالب ب"خطوات فعلية" وب"اتفاقات دولية مؤكدة قانونا".