لم يفاجئ قول قائد القوات الصاروخية الاستراتيجية الروسية، نيقولاي سولوفتسوف، أن قرار بولندا وتشيكيا بالموافقة على نشر مظلات صاروخية أميركية على أراضيهما، يدعو روسيا الى توجيه صواريخها الاستراتيجية الى مواقع في هذين البلدين. ولا يصح وصف هذه التصريحات بالمثيرة بعدما أنذر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، الجنرال يوري بالويفسكي، ووزير الخارجية، سيرغي لافروف، بجواز انسحاب روسيا من معاهدة ازالة الصواريخ المتوسطة المدى والقصير رداً على نشر عناصر من المنظومات الأميركية للدفاع المضاد للصواريخ ببلدان شرق أوروبا. وقال المسؤول العسكري انه يتوقع حل فوجين مسلحين بصواريخ"بوبول"، والبدء بحل فوج آخر، في غضون 2007. فهل يلحق التقليص المزمع، أسوة بمواصلة تقليص غيرها من الأنظمة الصاروخية الاستراتيجية الضرر بأمن روسيا؟ ويجيب قائد القوات الصاروخية الاستراتيجية عن السؤال بالسلب. فهذه الاجراءات تترتب على تنفيذ روسيا التزاماتها الناجمة عن معاهدة تقليص الاسلحة النووية سالت - 1، ومعاهدة تقليص القدرات الاستراتيجية الهجومية. وتقتضي الاتفاقية الثنائية هذه من واشنطن وموسكو تقليص الرؤوس النووية المركبة على الأنظمة الصاروخية المنصوبة الى 1700 - 2200 رأس عند حلول 2012. وقال الجنرال سولوفتسوف ان صواريخنا المنصوبة تحمل عدداً أكبر بكثير من عدد الرؤوس الحربية التي تفيدها المعاهدة. وفي ختام 2006 كانت القوات الاستراتيجية الروسية تعد 762 صاروخاً استراتيجياً، في مقدورها تحميل 3373 شحنة نووية. وكان في حوزة القوات الصاروخية الاستراتيجية، في إمرة نيقولاي سولوفتسوف، 503 أنظمة صاروخية تحمل 1853 شحنة نووية. وأوضح الجنرال سولوفتسوف أن انظمة"توبول - م"الصاروخية المنصوبة على سطح الأرض وفي الأنفاق، هي ركن القوات الصاروخية الاستراتيجية 2016 - 2018. وسبق أن توقع وزير الدفاع السابق، والنائب الأول لرئيس الوزراء، سيرغي ايفانوف، أن تملك القوات المسلحة الروسية 34 نظاماً صاروخياً منصوبة تحت الأرض الى 42 نظاماً اليوم، و 66 نظاماً على سطح الأرض. على هذا، فمجموع صواريخ"توبول - م"يبلغ نحو 150 صاروخاً. وهذه الصواريخ محملة، اليوم، رأساً حربية واحدة. وقد تحمّل صواريخ"توبول"عندما ينتهي مفعول قيود معاهدة سالت - 1 على نشر الانظمة الصاروخية المزودة رؤوساً متعددة ومستقلة الاهداف، رؤوساً انشطارية. فإذا حازت روسيا في السنوات القادمة، عدداً من الصواريخ أقل، فنوعها أرقى، وسيتمتع بالقوة على اجتياز منظومات الدفاع المضاد للصواريخ، اليوم وغداً. عن فيكتور ليتوفكين، "نوفوستي" الروسية، 2 / 2 / 2007