مناقشة أول ميثاق شرف ينظم صناعة البث الإعلامي التي تشهد تطوّرات دراماتيكية متسارعة ومذهلة في العالم العربي، إلى جانب قضايا الحياديّة والشفافيّة والتمويل والتدخل الحكومي وإعداد الكوادر البشرية، والمشكلات التي يواجهها المراسلون في منطقتنا العربية، ستكون كلها محاور نقاش مفتوح يجمع أقطاب الصناعة عالمياً وإقليمياً في"أول منتدى للبث الإعلامي العربي"تستضيفه دولة الإمارات العربية. والمنتدى، الذي ينظَّم برعاية فضائيتي"العربيّة"و"أبو ظبي"، سيكون الأوّل من نوعه الذي يبث على الهواء مباشرة على مدار يومين كاملين، كما ستكون جلساته في شكل برامج الحوار في الفضائيات مقدماً النقاشات على المحاضرات من طرف واحد. ويعقد المنتدى يومي 29 و30 نيسان أبريل المقبل، بمشاركة حشد من أقطاب الصناعة عربياً وعالمياً، ويترأسه الأميركي جيم غولد الذي جاء من نيويورك ليؤكد في مؤتمر صحافي استضافته أمس مجموعة"أم بي سي"في مدينة دبي للإعلام، أن المنتدى سيكون منصة لحوار مشترك بين قيادات إعلامية غربية وعربية حول إحدى أهم الصناعات العربية في الوقت الراهن، وهي صناعة البث الإعلامي. ولم ينف غولد، رداً على سؤال ل"الحياة"أن المنتدى"يعكس اهتماماً غربياً بصناعة البث الإعلامي العربي، في ظل اهتمام عالمي واسع بأحداث المنطقة في الوقت الراهن". لكنه لمّح إلى أن المنتدى يلبِّي أيضاً حاجة ملحّة لمناقشة تحديات كبيرة تواجه هذه الصناعة. وأكد مدير تلفزيون أبو ظبي علي الأحمد أن المنتدى يشكل"أوّل تجمع إقليمي"، مشيراً إلى أن هذه الصناعة لها خصائص تختلف عن غيرها من الصناعات، كما انّ السوق العربية تختلف أيضاً في الكثير من الجوانب عن المناطق الأخرى في العالم. وأشار الى دور المنتدى في تشكيل طريقة جيدة للرقيّ بهذه الصناعة المؤثرة والحيوية من خلال الاعتراف بالأخطاء ومواجهتها وانتقاد الذات والاستماع من دون خوف إلى انتقادات الآخرين. وأكد أن الإشراف الحكومي على أجهزة الإعلام إلى زوال، إذ ألغيت وزارات الإعلام في الإمارات وعدد من الدول العربية الأخرى والبقية على الطريق، موضحاً أن الصورة والكلمة باتتا أكثر تأثيراً من الحكومات ذاتها. كما أكد أهمية التواصل مع الرأي العام الغربي، خصوصاً في ظل عدالة قضايانا، وبالتالي"لا داعي للخوف من مواجهة الغرب إعلامياً، والانغلاق على الذات والاكتفاء بمخاطبة الرأي العام العربي"كما قال. ولمّح إلى انه إذا كانت المحطات العربية تخاطب في الأساس الرأي العام العربي بحكم اللغة، غير انّ الصورة ليس لها لغة محددة ويمكن أن يفهمها الجميع. كما أكد الحاجة الماسة إلى قيام تحالفات عربية في مجال الإعلام الفضائي لدعم قدرة المؤسسات على مواجهة تحدّيات القطاع. وهو ما أكده مدير الأخبار والبرامج في محطة"العربيّة"نخلة الحاج الذي أشار إلى أن كلمة"العربيّة"استحوذت على أكبر نسبة من البحث من جانب الغربيين على محرك"غوغل"الشهير عند إعلان خبر إعدام صدّام حسين. وأشار إلى أن أكثر من 50 في المئة من الأخبار التي يتم بثها في نشرات الأخبار العالمية في كل اللغات تصدر من المنطقة، وهو ما يجعل الحاجة ملحّة للارتقاء بصناعة البث العربية. وحول عدم وجود قناة"الجزيرة"بين المنظمين والرعاة، قال الحاج انّ الاتصالات لا تزال جارية معها للمشاركة، مؤكداً أنها قد تشارك في الجلسات وإن لم تشارك في التنظيم. مدير التسويق في مجموعة"ام بي سي"مازن حايك كشف ل"الحياة"عن أن عدد المحطات الفضائية العربية ارتفع إلى نحو 250 قناة خلال السنوات الأخيرة، ما يدلّ على حجم النمو الهائل في الصناعة، لكنه أشار إلى أن 10 محطات فقط منها تستحوذ على 75 إلى 80 في المئة تقريباً من مجموع المشاهدة والحصيلة الإعلانية معاً، بينما ترتفع الحصة إلى 99 في المئة لأول 50 قناة منها، ما يجعل النسبة الأغلب وهي نحو 210 قنوات، تتنافس على لا شيء تقريباً، وبالتالي فإنها تعتمد على التمويل الحكومي ولا تهتم بحجم المشاهدة.