ما الذي يدفع منتجي الدراما التلفزيونية إلى تقديم السير الذاتية على رغم المشاكل التي تنتج من هذه الأعمال، والخلافات التي تصل في كثير من الاحيان الى المحاكم، والتراشق اللفظي في الصحافة ووسائل الإعلام بين المنتجين والورثة؟ هذا السؤال يطرح اليوم في القاهرة، اذ تفجر أخيراً الصراع بين ابنة الفنان رشدي اباظة، قسمت، والشركة التي تحاول إنجاز عمل درامي عن حياته. وبينما لا تعترض قسمت على تقديم عمل عن والدها، إلا أنها تشترط ان يجسد حفيد رشدي الدور، على رغم المحاولة"المستميتة"من الشركة لإقناعها بالنجم أحمد عز في مرحلة الشباب والبدايات الفنية، وبالنجم محمود حميدة في مرحلة النضج، مع منحها ما تطلب من مبالغ مالية، الا انها لا تغير موقفها وترفض كل تلك الاغراءات، مؤكدة أن ابنها محمد هو الوحيد الذي يحاكي جده في الملامح والروح. وفي محاولة أخيرة لإقناع قسمت تبحث الشركة عن وساطات من اصدقاء ومعارف عائلة اباظة، خصوصاً ان مسلسلاً تلفزيونياً عن حياة رشدي اباظة الملقب ب"دون جوان الشاشة المصرية"سيثير فضول كثر لجهة ارتباطه بأكثر من فنانة، وما يحاك حوله من قصص غرامية لا تزال متداولة تلك الفترة من تاريخ السينما المصرية. على صعيد آخر يعكف الكاتب مصطفى محرم على إنجاز السيناريو الخاص بمسلسل"كاريوكا"الذي تتصارع عليه النجمتان فيفي عبده ونادية الجندي. وكان محرم شرع في صياغة السيناريو من دون الحصول على اذن من الورثة، مؤكداً رفضه احتكارهم لتاريخ تلك الشخصيات، فحياة تحية كاريوكا على حد تعبيره هي"ملك للشعب المصري وجماهيرها الممتدة في كل الدول العربية". لكن الفنانة رجاء الجداوي ابنة شقيقة كاريوكا ترفض هذا المنطق، لا سيما انها تخشى من طريقة تناول حياة كاريوكا والخوف من إغفال دورها الوطني، والتركيز فقط على زيجاتها وعلاقاتها الانسانية. وتضيف الجداوي ان لها الحق في الاطلاع على السيناريو، ليس ذلك فقط بل ايضاً تتحفظ على المرشحتين للدور، إذ تراهما غير مؤهلتين لتجسيد هذه الشخصية، نظراً الى تقدمهما في السن. واذا كانت الجداوي تؤكد ضرورة تدخلها في تفاصيل السيناريو واختيار الممثلات اللواتي سيجسدن الدور، إلا ان ابناء شقيقة كاريوكا الآخرين يؤكدون موافقتهم على تقديم هذا العمل شرط الحصول على مبلغ مالي مناسب. أياً يكن الأمر، لا شك في ان الصراع على تقديم اعمال درامية عن حياة المشاهير مسألة مربحة للمنتجين على رغم مشاكلها، خصوصاً انها تقوم على رغبة اكيدة في مغازلة الجمهور، وإشباع ولعهم برؤية نجومهم على الشاشة، والتلصص على تفاصيل حياتهم الشخصية، بحسب ما يقول الكاتب محفوظ عبدالرحمن. من هنا سنسمع في الفترة المقبلة بمجموعة من تلك الأعمال، مثل مسلسل عن الفنان محمد فوزي وآخر عن الملحن بليغ حمدي والفنانة ناهد شريف... والاكيد أن القائمة ستتسع لتشمل كثراً ما دام الربح مضموناً.