كان أصدقاء الراحلة مي غصوب، وأصدقاء زوجها الزميل في "الحياة" حازم صاغية، وأصدقاء عائلتها، يتذكرونها مع والدها ريمون ووالدتها ماغي وشقيقتها هدى زوجة كمال قصار، ويتعايشون مع حزنهم على فقد الناشرة والكاتبة والفنانة المرهفة والمنفتحة، والشخصية المتميزة التي توفيت قبل 10 أيام في لندن حيث كانت تقيم، في قداس دعت إليه العائلة في بلدتها بيت شباب. التقى محبو مي غصوب وعائلتها والصور تتداخل في أذهانهم عن دينامية المرأة التي غابت عن عمر 54 سنة في مستشفى لندني، وعن وداعتها وشغفها باستكشاف الأشياء والأفكار الذي لا يمكن لها إلا ان تنقله بالعدوى الى الآخرين بسلاسة متناهية لا تلين... وعن دورها في بناء الصداقات بين من تعرف وتصادق... وكان النائب البطريركي العام المطران بولس مطر ترأس الصلاة عن روحها في القداس الذي أقامته العائلة انسجاماً مع إيمان والديها، في انتظار وصول جثمانها الأسبوع المقبل، لإتمام مراسم مواراتها الثرى. عدّد المطران مطر صفات الراحلة ودورها في الحياة الثقافية اللبنانية في لندنوبيروت، وذكّر بعمل والديها المربيين اللذين لم يكلاّ من حبهما للناس ولأصدقاء مي وهدى. كان المعزون الذين اغرورقت أعين بعضهم بالدموع، انتقلوا الى صالون كنيسة السيدة الكبرى، في البلدة الجميلة. بعد الواحدة بعد الظهر كان الحشد الذي أم المكان كبيراً على رغم الطقس الماطر. وقام الجميع بواجب العزاء وبقي عشرات من الأصدقاء والأقرباء مع العائلة، باستثناء زوجها الزميل حازم الذي ظل في لندن لإتمام معاملات نقل جثمان رفيقة العمر، للعودة به الى لبنان الأسبوع المقبل. رن هاتف المحامي كمال قصار صهر مي وكان عديله حازم على الطرف الثاني من لندن. تحدث كمال وأصيب بالدهشة والوجوم. اقترب من بعض الأصدقاء الذين كانوا حوله بعد انتهاء المكالمة، وأخبرهم واجماً بما سمعه. انفجر بعضهم بالبكاء وصرخ بعضهم"توفي جوزف سماحة". لم يصدق الذين سمعوا. سألوا عديله فأكد ما سمعه. معظم أصدقاء مي هم أصدقاء جوزف سماحة ومحبيه ومن قرائه الشغوفين. تحول العزاء الى عزاءين. كان جوزف انتقل قبل ايام من بيروت الى لندن للبقاء الى جانب صديق عمره حازم صاغية ومواساته في فقده زوجته مي. وكان يبيت في منزل حازم الذي استيقظ صباحاً وحاول إيقاظ جوزف فلم يفق.